مِن أَوجُهِ تَأَسّي خَاتِمِ الحُجَجِ بِأُمّ الحُجَجِ

فاطمة نعيم الركابي/ ذي قار
عدد المشاهدات : 221

قال الإمام المهديّ (عجّل الله تعالى فرجه الشريف): "وفي ابنة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لي أسوة حسنة" (1), هنا مثلما يبدو إشارة إلى عمق الاقتداء وشمولية الانتماء، وذلك باستخدامه (في) و (لي)، وفيه تحديد للجانب الأبرز لتأسّيه (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) بها، وذلك بتعريفها بابنة رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فالختم حاصل بالنبوّة، أمّا إرسال الرسل الإلهيين فهو مستمرّ، إذ قال تعالى: (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ...) (الأحزاب: ٤٠)، بمعنى عدم خلوّ الأرض من الرسول الحجّة، وهذا مقام مرتبط بالاصطفاء الإلهي، الناتج عن إصعاد العبودّية الخالصة للمعبود، وفي المقابل هناك إنزال التأييد والنصر الإلهي عليه ليؤدّي ويتمّ دوره الرسالي. لذا قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فيها: "وهي في السماء المنصورة" (2)، وذلك قوله: (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ )(الروم: ٤)، بنصر فاطمة (عليها السلام)، فمع كلّ ما جرى من انتهاك لحرمتها وتضييع لحقّها؛ لكنّها بقيت الرسالية العاملة الصابرة. وهذا ما للإمام الحجّة (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، فعن الإمام الباقر (عليه السلام) أنّه قال: "القائم منّا منصور بالرعب، مؤيَّد بالنصر" (٣)، فهو المُنتَظِر الصابر على ما جرى عليه من سنّة التغييب وتأخير قيامه بإتمام دوره الإلهي، إنّ الحجّة (عجّل الله تعالى فرجه) هو رسالي متأسًّ بأمّ الحجج (عليها السلام)، فنال ما نالته من التأييد الإلهي، ورسالته إعلاء كلمة جلّ وعلا الله في أرضه ونصرته. ................................. (1) الأسرار الفاطمية: ص175. (2) بحار الأنوار: ج43، ص5. (3) معجم أحاديث الإمام المهديّ: ج٥، ص١٧٤.