رياض الزهراء العدد 175 لنرتقي سلم الكمال
يَا نِسَاءَ العَالَمِ الإسلَامِيّ إِلى أَيْنَ...؟!
وا أسفاه على ما نراه اليوم من أغلب النساء المسلمات من اللهث وراء المادّة والموضة، والتغيير في الأثاث والسيارة بين مدّة وأخرى، والخروج للعمل على الرغم من عدم حاجتها؛ فقصّرت في حقوق الزوج، وتربية الأولاد، أو إمضاء أكثر الأوقات بالتجوّل في الأسواق، أو زيارة الأماكن المقدّسة، أو السفر خارج البلاد للمتعة، وكلّ هذا بدون إذن الزوج، أو كونه مكرهًا على ذلك، وأمّا حجابها فلم يعد بما أمر الله تعالى به، فهو هيئة يحاكي الجسد مقترنًا بغطاء خفيف على الرأس مع المكياج والزينة، بل حتّى عفّتها التي هي فخر المرأة وعزّتها قد اضمحلّت، فنجد بعض النساء أقمنَ علاقات صداقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع رجال غرباء مع العلم بحرمة هذا العمل. كلُّ هذه الأمور أدَت إلى كثرة الخلافات داخل الأسرة، وغالبًا ما تنتهي بالطلاق، وتعللّ المرأة أفعالها بعناوين: (شهادتي - كياني - وجودي - خصوصيتي – استقلالي)...إلخ من العناوين الجوفاء التي يبثّها أعداء الإسلام؛ لتمزيق الأسرة المسلمة. فيا نساء العالم الإسلامي إلى أين...؟! نحن المسلمون لدينا قدوة، هي السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) التي قال عنها رسول الله (صلّى الله عليه وآله): "وَأَمَّا ابْنَتِي فَاطِمَةُ فَإِنَّهَا سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ وَهِيَ بَضْعَةٌ مِنِّي" (1). إنَّ حياة السيّدة فاطمة (عليها السلام) مليئة بالعمل، والسّعي، والتكافل، والسموّ الروحي، فهي لم تشيّد القصور، ولم تلبس الحرير والديباج، ولم تقتنِ النفائس، بل كانت تُنفق كلّ ذلك على الفقراء والمساكين، وفي سبيل الدعوة إلى الله تعالى، مثلما أنَّها تعيش الفخر والاعتزاز بزوجها، ولم يكن وضعه المادي ليؤثر في حياتها، بل على العكس كانت تعينه في جميع أموره، ولمّا سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله) زوجها أمير المؤمنين عليًا (عليه السلام) عنها، قال: " نِعمَ العَونِ على طاعَةِ اللَّه" (2). وأمَّا في مجال مطالبتها بحقّها في أرض (فدك) عندما غصبتها السلطة بعد رحيل أبيها (صلّى الله عليه وآله)، فهي لم تستخدم أسلوب الصوت العالي والتشنيع مثلما تفعل بعض النساء، بل خطبت خطبتها المعروفة التي كشفت فيها عن محاسن الدين الإسلامي وبيّنت الشرائع والأحكام؛ للوصول إلى حقّها المطلوب بالحجّة والبرهان القاطع، ممّا يدلّ على علمها، وخلقها العالي. وهكذا أعطت سيّدة نساء العالمين للمرأة الدروس لتكون في قمّة الكمال، فالمرأة قلب المجتمع، والإسلام يؤهّل النساء لتبوّء مكانتهنّ الإنسانية السامية في المجتمع. فيا نساء العالم الإسلامي إذا كنتنّ تبحثنَ عن السّعادة والكمال، فعليكنّ باتّباع منهج سيّدة الوجود فاطمة الزهراء (عليها السلام). ..................................... (1) الأمالي للشيخ الصدوق: ص175. (2) مناقب آل أبي طالب (عليهم السلام): ج3، ص131. الأسئلة: س1: امرأة خدمت السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، ووصلت إلى مراتب عليا في الزهد والتقوى، فمَن هي؟ 1- السيّدة فضّة. 2- السيّدة أمّ أيمن. س2: مَن القائل؟ "أيّما امرأة قالت لزوجها: ما رأيتُ منكَ خيرًا قطّ، فقد حبط عملها". 1- رسول الله (صلّى الله عليه وآله). 2- الإمام الصادق (عليه السلام). أجوبة موضوع: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُم) (آل عمران: 159). ج1: 1- رسول الله (صلّى الله عليه وآله). ج2: 1- الشاعر الأصمعي.