رياض الزهراء العدد 175 نافذة على المجتمع
تَعَرّفْ عَلَى البَرَامِجِ الإثرَائِيَّةِ فِي قِسمِ التَّربِيَةِ والتَّعليِمِ التّابعِ للعَتَبةِ العَبّاسِيّةِ المُقدَّسَةِ
سؤال يتبادر إلى أذهاننا: ما الذي نريد من المدارس تعليمه لأولادنا؟ أيقتصر الأمر على تعلّمهم القراءة والكتابة والحساب وغيرها من المناهج الموضوعة؟ لا يقتصر الأمر على ذلك، بل إنّ الأهل بحاجة إلى مَن يكون سندًا لهم في تنمية مهارات أولادهم الروحية والبدنية، ومتابعتهم وغرس القيم الأخلاقية والتربوية، وتطبيق ذلك على سلوكياتهم؛ ليكون ذلك الطفل فردًا متكاملًا ينفع المجتمع، وهذا ما وجدناه في (مجموعة مدارس العميد) التي دأبت على استحداث كلّ ما هو جديد ومواكب، ومن الأمور المهمّة التي عملت على تطبيقها هي البرامج الإثرائية التي تهدف إلى تنمية بعض الأخلاقيات والسلوكيات، وترسيخها لدى المتعلّمين. وُضعت البرامج بحسب دراسات الجدوى، إذ قُسّمت إلى برامج تربوية وأخلاقية، وأخرى تنموية معرفية تؤثر في السلوك وتترسخ، وهناك برامج روحية تؤثر تأثيرًا إيجابيًا في التلاميذ عن طريق تأثرهم بالأقوال والأعمال، والتأكيد على تعليم التلاميذ الأحكام الشرعية العملية، إضافةً إلى برنامج يعمل على استمرار الارتباط الروحي بقضية أهل البيت (عليهم السلام)، وغيرها من البرامج الإثرائية التي تُعِدّ التلميذ إعدادًا نموذجيًا؛ ليكون فردًا فاعلًا في المجتمع. للاطّلاع على هذه التجربة التقت رياض الزهراء (عليها السلام) بالأستاذ وسيم عبد الواحد النافعي/ مسؤول الملفّ التربوي في قسم التربية والتعليم العالي الذي بيّن لنا قائلًا: دأبت مجموعة العميد التعليمية على حرصها على تطبيق مجموعة من البرامج التربوية والتعليمية الإثرائية التي لها أهداف عديدة على مدار السنة الدراسية كاملة، بعضها يستهدف الجوانب العقيدية، وبعضها يستهدف الجوانب التربوية والتنمية الروحية لدى المتعلّمين. وبيّن النافعي لرياض الزهراء (عليها السلام) مجموعةً من البرامج التي طُبّقت، منها: المهدويّ في (100) يوم هو برنامج تربوي أخلاقي ديني يُعرّف المتعلّمين في مرحلة البلوغ أو المرحلة الممّهدة لها (المرحلة الدراسية المتوسطة) بمسؤولياتهم في زمن الغَيْبة، وهي مسؤوليات مطلوبة من كلّ مؤمن تجاه إمام زمانه (عجّل الله تعالى فرجه الشريف). أهداف البرنامج: • يتعرّف المتعلّمون البالغون على مسؤولياتهم في زمن الغيبة. • كيف يميّزون الحركات المنسجمة مع حركة الخطّ الإسلامي الرسالي، وما شذّت عنه. • أن يعوا أنّ بإمكان أيّ مؤمن تتحقّق فيه شرائط النصرة أن يلتحق بركب أنصار الإمام (عليه السلام). • أن يستشعروا قيمة وجودهم في مرحلة التمهيد لظهور صاحب الزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف). برنامج الصلاة يُعدّ من الثوابت التي عمدت مجموعة العميد التعليمية إلى ترسيخها في سلوكيات الطلبة؛ لأهمّيتها الكبرى لكونها عمود الدين، والركيزة المتينة التي تعتمد عليها الأعمال والعبادات الأخرى، فإنّ قُبِلت الصلاة قُبِل ما سواها من الأعمال وإن رُدّت رُدّ ما سواها. أهداف البرنامج: • ترسيخ فريضة الصلاة اليومية في نفوس الطلبة بوصفها الركيزة الأساسية التي تعتمد عليها الأعمال العبادية الأخرى. • شدّ الطالب لارتياد المسجد، وتكوين صورة مثلى لأنموذج البيئة النظيفة النقية. القِيَم التربوية (كنز الأسبوع) برنامج تربويّ يهدف إلى غرس القِيم الأخلاقية الإسلامية في نفوس المتعلّمين عن طريق آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول (صلّى الله عليه وآله) وأهل البيت (عليهم السلام)، وقد استهدف البرنامج المراحل (الابتدائية والمتوسطة والإعدادية)، ويتضمّن البرنامج حِكمًا أسبوعية تجسّد مجموعة من القِيم الأخلاقية في كلّ صفّ دراسي، من الأول الابتدائي إلى الخامس الإعدادي، وكلّ قيمة تُعطى في شهر من أشهر السنة الدراسية، وتقسّم إلى أربعة أسابيع، وتُنفّذ بشكل عملي في درسَي (الإرشاد والنشاط). أهداف البرنامج: • غرس القيّم الدينية والأخلاقية والاجتماعية السامية، وتعزيزها لدى المتعلّمين. • تنمية السلوكيات الإيجابية لدى المتعلّم، وتعديل السلوك السلبي لديه. • تنمية شخصية المتعلّمين في ضوء القِيم الإسلامية. • تنمية مهارة التواصل مع الآخرين. • الكشف عن بعض المشكلات النفسيّة لدى المتعلّمين؛ مثل الخوف والانطواء، وإيجاد الحلول المناسبة لها. • بناء شخصية المتعلّمين من جميع النواحي: (العقلية واللغوية والعاطفية والاجتماعية والدينية والثقافية). • تعزيز بناء الذات والثقة بالنفس. • تهذيب السلوك وتعديله لدى المتعلّمين. الفقيه الصغير هو برنامج يُعرّف المتعلّمين بالأحكام الشرعية العملية، كالمطهّرات والنجاسات، والصلاة، والصوم، والزكاة، والخمس، والحجّ، والجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونحو ذلك من المسائل الفقهية. أهداف البرنامج: • تثبيت المبادئ الإسلامية في نفوس المتعلّمين، وتوثيق الصلة بينهم وبين الله (عزَّ وجلّ) عن طريق الممارسة العملية للعبادات. • أن يتعرّف المتعلّمون على العبادات وأحكامها وشروطها، وكلّ ما يتّصل بها، ممّا يجعل العبد متفقّهًا في دينه، واعيًا له، مدركًا لأحكامه. • أن يتدرّبوا على ممارسة العـبادات وتعويدهم عليها، بحيث تصبح جزءًا من سلوكهم، وواجبًا يشعرون بضرورة أدائه كلَّما حان وقته. • أن يكتسبوا المزيد من الفضائل والآداب؛ كالطاعة والنظام والنظافة وحُسن المظهر، وسموّ الذات وتحمّل المشاقّ والعطف على الآخرين. • أن يتعرّفوا على بعض المعاملات التي تمرّ بهم في حياتهم اليومية وأحكامها وشروطها وآدابها، وبيان بعض المسائل عنها. سنّ التكليف الشرعي برنامج تربوي أخلاقي ديني، يقدّم طقسًا إيمانيًا للمتعلّمين الذين بلغوا سنّ التكليف (الصفّ الثالث الابتدائي للبنات، والصفّ الثاني متوسط للبنين)، وبنحو احتفائي؛ لإشعارهم بقيمة المرحلة العمرية الجديدة التي تضعهم في مواجهة مع المسؤولية لإعدادهم على تحمّلها. أهداف البرنامج: • أن يتعرّف المكلّف على بداية تكليفه الشرعي، ومشواره في الحياة بطريقة محبّبة. • ضبط المتعلّمين تربويًا وأخلاقيًا، ومن ثمّ ضخّ المعلومات والمعارف التي ستؤدّي إلى استثمار المعرفة في موضوعها الصحيح؛ لأنَّ المعرفة والعلم لوحدهما من دون أن يُضبطا بضابطٍ أخلاقي قد يؤدّيان إلى هلاك الإنسان، وقد يؤدّيان إلى تلوّث في السلوك ومشاكل في المجتمعات. • أن يتعرّف المكلّف على الواجبات الإلهية التي أمرنا الله سبحانه القيام بها حين بلوغ الفرد هذه المرحلة العمرية، ومن أهمّها الصلاة؛ لأنّها عمود الدين، وتنهى عن الفحشاء والمنكر، وأيضًا الالتزام ببقية تعاليم الشريعة الإسلامية، والإحساس بالوصول إلى مرحلة المسؤولية. أسبوع التعايش هو من البرامج الإرشادية التكيفية التي تتضمّن العديد من الفعاليات والأنشطة الترفيهية والثقافية ذات البعد الأخلاقي بهدف تحقيق تكيّف التلميذ مع بيئة المدرسة. أهداف البرنامج: • تحقيق التهيئة التدريجية للانتقال من محيط بيئة الأسرة إلى محيط بيئة المدرسة. • غرس بعض القِيم الأخلاقية والدينية عن طريق الأنشطة والفعاليات التي تنفّذ خلال هذا الأسبوع. • ظهور اتجاه إيجابي لدى التلميذ نحو بيئة المدرسة. • تحقيق التوافق النفسي والاجتماعي لدى التلميذ عن طريق تكوين علاقات صداقة مع أقرانه في المدرسة. الأُذُن الواعية وفي حديث آخر مع الأستاذ م. م. سامر حسن منصور المسعوديّ/ مشرف برنامج (الأذن الواعية) بيّن لنا ماهية البرنامج وكلّ ما يتعلّق به قائلًا: لمّا كانت البرامج الإثرائية تشكّل رافدًا معرفيًا سلوكيًا ووجدانيًا مهمًّا لتدعيمِ المادّة المنهجية لدى المتعلّمين، أخذت مجموعة العميد التعليمية التابعة لقسم التربية والتعليم العالي/ العتبة العبّاسية المقدّسة على نفسِها إيلاءَ هذا الموضوع أهميةً كبيرةً؛ حرصًا منها على إيجادِ متعلّمٍ منمَّى تنميةً شاملةً، وتلك رؤيتُها المستقبلية في مخرجاتها التعليمية التي دأبت على النهوضِ بها؛ لتكونَ أنموذجًا حيًّا لنتاجِ مؤسسة تعليمية تستوحي تجربتها من خلاصة ما بلغته التجارب الإنسانية الحديثة، من هذا المنطلق اعتمدت مدارس (العميد) مجموعة من البرامج الإثرائية التي تقف إلى جانب المادّة المنهجية، من هذه البرامج (الأُذن الواعية)، فهو برنامج (تنمويّ - معرفيّ - سلوكيّ). أهداف برنامج الأذن الواعية: • أن يتمكّن المتعلّم من حفظ القرآن الكريم بالتدريج. • تعلّم أحكام التلاوة والتجويد الصحيح للآيات القرآنية. • التدبّر في معاني هذه الآيات وارتباطها بأهل البيت (عليهم لسلام) عن طريق معرفة أسباب نزولها، وتفسير آياتها وبيان مقاصدها، والكشف عن أحكامها الفقهية والعقائدية. • يعدّ البرنامج الأول من نوعه الذي يهدف إلى حفظ القرآن الكريم بأذن واعية، عبر مجموعة من الإرشادات والفوائد، واستراتيجيات التعلّم السليم. برنامج التنمية الروحية وللحديث تتمّة مع الأستاذ م. م. صلاح مهديّ عبد عليّ، الذي حدّثنا عن البرنامج، مبيّنًا: هذا برنامج يُعرّف التلاميذ في المرحلة الابتدائية على أثر الأقوال والأعمال التي تجعل سلوكهم إيجابيًا في الحياة من الناحية التربوية والدينية. أهداف البرنامج: • يهدف إلى غرس القِيم الإيجابية ومعرفة ثوابها، والابتعاد عن الصفات التي توجب العقاب. • الوصول إلى رابطة روحية بالمولى (عزَّ وجلّ)؛ تتمثّل بعبادته وكأنَنا نراه، وإن لم نكن نراه فبالتأكيد أنّهُ يرانا ويرى أعمالنا. • يعتمد على مبدأ التقليد: إذ تمثّل مرحلة الطفولة مرحلة تقليد سلوكيات مَن يمثّل القدوة لديهم، وبذلك ما يكتسبونه من عادات سلوكية يصعب تغييرها في المراحل العمرية المتقدّمة. • توجّه التلاميذ نحو القدوة الحسنة المتمثّلة بشخصية الرسول الأعظم وأهل بيته الأطهار (صلوات الله عليهم أجمعين). التقويم التربوي الإجرائي وفي الحديث مع الأستاذ م. م صلاح مهديّ عبد عليّ/ مشرف برنامج التقويم التربوي الإجرائي بيّن لنا مشكورًا متعلّقات هذا البرنامج: بلحاظ أنّ البرامج الإثرائية بأهدافها تُشكّل حلقة مُكمّلة وداعمة لأهداف المنهج المدرسي المقرّر من قِبل الوزارة، فقد دأبت مجموعة العميد التعليمية التابعة لقسم التربية والتعليم العالي/ العتبة العبّاسية المقدّسة على تبنّي برامج إثرائية ترفد المتعلّمين بمجموعة من الخبرات التي تتّسم بتنوّعها وعمق أهدافها التي غالبًا ما يفتقدها المتعلّم في المنهج المدرسي، إذ ممّا لا شكّ فيه أنّ البرنامج الإثرائي ينمازُ عادةً بالمحتوى العلمي المعرفي، فضلًا عن القِيم التربوية والوجدانية التي ترتبط بالسلوك العام للمتعلّم، ومساعدته على التكيّف مع البيئة التعليمية التي يعيشها، وتنمية مهاراته التفكيرية والإبداعية والاستكشافية، ممّا ينمّي لديه المهارات الشخصية ويُعزّز انتماءه الوطني والديني، ومن هذه البرامج التي تفرّدت بها مدارس العميد التعليمية هو (برنامج التقويم التربوي الإجرائي). أهداف البرنامج: • أن نحيي في المجتمع قِيم الوعي والأخلاق الحسنة الخاصّة بأهل البيت (عليهم السلام). • تربية الفرد على وَفق البصائر القرآنية، وتعاليم محمّد (صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام). • العمل على إيجاد مجتمع صالح. • ترسيخ تواريخ المناسبات الدينية في أذهان الطلبة، وزيادة معرفتهم بأهمّيتها الدينية. كلّ ما تمّ ذكره إنّما هو مؤشّر على رصانة المناهج الإثرائيّة التي اعتمدتها مجموعة العميد التعليميّة التابعة لقسم التربية والتعليم العالي في العتبة العبّاسية المقدّسة ومهنيتها، وما حقّقته من نتائج أثّرت إيجابًا في المستوى العلمي لمتعلّميها، والطموح والعمل على تحيق أهداف مستقبلية تواكب التطوّر والنموّ العالمي.