فِي الوَطَنِ العَرَبِيّ.. قِصَصٌ لِمُثَقَّفَاتٍ شَرقِيّاتٍ فَهَمْنَ الطِّفلَ وحَقَّهُ فِي الحَيَاةِ..

نادية حمادة الشمري
عدد المشاهدات : 149

ليس من السهل التعامل مع الطفل بمراحل حياته المختلفة؛ فمَن يريد رجالًا وسيّدات للمستقبل فعليه أن يهتمّ بهذه البذرة، ويختار لها الأرضية التي تتناسب مع المتطلبات الحياتية المختلفة؛ من أجل أن تطرح تلك البذور أجمل الثمار.. ونعلم أنّ للطفل حقوقًا وواجبات داخل نطاق الأسرة وخارجها.. مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام) التقت في هذا التحقيق مع مثقفات صانعات خطوات وقرارات تجعل من الطفل إنسانًا له حقوق وعليه واجبات، لكل منهنّ خطوة درستها فطبّقتها، ومنها: لا يزال لديّ المزيد لأقوله هذا ما بدأت به اللقاء السيّدة نادية بوعليّ/ مشتركة في مجموعة خدمة (علّمني القرآن):( 360 ) فكرة عن تجربتي الخاصّة لخطوة التدبّر بأنّها مرتكز ذو أهمّية في الإعداد المجتمعي للطفل وحقوقه العائلية والمجتمعية، فما أزال أحتاج إلى الوقت الكثير لتوجيه الأبناء، فكانت خطوتي هي وضع رسالة في الآية التي تتناسب مع الموقف الذي أحتاج إلى تسليط الضوء عليه، بالطبع تأخذ كلماتها وإطارها رسائل محبّة ودعوة؛ ليتمّ مداولتها في المجموعات، وتكون مثالًا تحتذي به الأمّ في المجتمع، ومنها نستطيع تطبيق التكافؤ في الفرص بين الأطفال من أجل مجتمع متميّز احتوته المرأة بجميع مراحله، فهنا اعتمدنا على تطوير الروحانية لدى الطفل وتنمية أخلاقه. القِيم المستوردة أوضحت لمياء حسين الموسويّ/ صانعة محتوى في مكتبة السيّدة أمّ البنين (عليها السلام) النسوية قائلةً: تعدّ الأفلام الكارتونية في الساحة العربية أداة لتشويه شخصية الطفل، وتؤثر في سلوكهم وأفعالهم لما تحمله من قِيم مستوردة، فهذا عامل، والعامل الآخر هو غياب الأفلام الكارتونية التي تحمل الصبغة الإسلامية، فإنّ الإنسان يكتمل بناء شخصيته النفسية والعاطفية في السنوات الثلاث الأولى من عمره، وما بعدها استكمال لباقي الصفات والخِلال، وخلال هذه المرحلة يكون هناك ترسّب تلقائي للصورة المشاهَدة في أعماقه عن سائر جوانب شخصيته، فكانت خطوتنا نحو حقّ الطفل على مجتمعه وهي منتجة أفلام للأطفال تشارك فيها الأمّ والمهتمّون بالطفل وحقوقه في كتابة السيناريو، وزوايا المعالجة الموضوعية؛ لنصل إلى مرحلة توليف العمل، من اختيار البرامج التي تُسهم في نضج العمل ليكون (الأنمي) هو البرنامج الشريك في خطوتنا الأولى لصناعة الأفلام الكارتونية بعيدًا عن الصورة التقليدية، وهذا البرنامج يبحث عن بديل أكثر كفاءة للرسوم المتحركة التقليدية، وهو مثالي للمهنيين، ويمكن عن طريقه توفير الوقت والجهد في أثناء التصميم والتحريك. مثلما أنّه يتمتّع بسمة رائعة للمصمّمين، وتكمن عند تسجيل صوت الشخصية، حيث تتمّ مزامنة الصوت والحروف مع حركة فم الشخصية، ونسعى في خططنا المستقبلية إلى فتح آفاق أكبر من سيناريو وتصميم للأفلام، فوضعنا هدفًا عن طريق المشاهدة من أنّ الطفل سهل الإيحاء، وهو يقلّد ما يراه بدقّة وإخلاص، بخاصّة إذا أُعجب بمَن يقلّده. المعلّمة الفعّالة انفردت إجابة المعلّمة شيرين جواد نعيم/ معلّمة في ثانوية (غزّة) حيث قالت: إنّ من حقّ الطفل على مجتمعه هو أن نبحث عن النجاح والتميّز الذي هو إيجاد معيار للتعامل مع التلاميذ واستخدام أسلوب التشويق، بمعنى أن يضع كلّ تربوي خطّة أخلاقية ثقافية توعوية تتناسب مع ما يُطرح في المنهج الأكاديمي، كالأمانة والصبر والتواضع والحكمة، والإيمان بالعمل الجماعي وروح الفريق، والنزاهة والتسامح والإنصاف بين التلاميذ، وبناء علاقات اجتماعية تساعدنا على أداء أعمالنا على أكمل وجه، هذا شطر مهمّ في العملية التعليمية. لتكون الموهبة هي العنصر الآخر في خريطة المعالجة لزوايا التعليم، وأجد أنّ الموهبة من غير الإبداع لا تمثّل طاقة للعمل؛ لأنّ الموهبة إذا استقرّت على حالها تعني تكرار الأداء بلا جديد ولا تطوير، فالإبداع حالة متطوّرة من الموهبة التي تتسبب في إنتاج أشياء جديدة ومتطوّرة ممّا يُتيح حلولًا مبتكرةً للكثير من المواقف العلمية والفنية والاجتماعية، وأولًا وأخيرًا المبدع لا بدّ من أن يمتلك الموهبة، ليكتمل إطار العملية التعليمية عن طريق العلاقة بين المعلّمة والمتعلّم، فهي بمثابة أمّ تكمل مسيرة الأمّ البايولوجية، من أجل مستقبل لمجتمع متناسق وَفق نسق تربوي علمي، فهذه أهمّ الخطوات التي يجب أن يراعيها المجتمع تجاه الطفل. المظلّة المعرفية تؤكد السيّدة فائدة حنون/ رئيس تحرير مجلة (ميشا): "أنّ الكتابة الأدبية للطفل ما هي إلّا الحاضنة الأولى للفكر والتربية الصحيحة عبر التاريخ؛ لتكون خطوتنا في عالم الطفولة ومنح الطفل حقّه الاجتماعي عن طريق أدب الطفل الذي يسعى إلى توسيع خيال الطفل في متّسع من المكان للطفل للتنفيس عن الطاقات الكامنة التي يمتلكها، إضافةً إلى المعلومات المعرفية والعلمية، وتميّز الأديب العربي بالاهتمام بالبيئة القصصية المكانية والزمانية من حقول وأنهار، ومزجها بأساليب تستثير الطفل وتتحدّى عقله، وتفتح المجال أمامه ليفكّر تفكيرًا علميًا، وفي المقابل فسح المجال لخياله كي يتصوّر ويَحلّق، إضافة إلى السعي إلى أن تكون المجلة فضاءً لدعوة عقل الطفل وربطه بالبيئة، وتدريبه على الاستماع الناقد والقراءة الواعية، وقبول الآراء الأخرى والموازنة بينها؛ لتكون مرحلة التفسير والتعليل أسلوبًا من الأساليب التربوية العلمية الحديثة؛ لنصل إلى أنّ أدب الطفل هو المظلّة المعرفية والتربوية للطفل. ابقَ قريبًا آيات عبّاس الخفاجي/ مقدّمة برامج أطفال في إذاعة الرياحين: بالطبع تمثّل لي خطوة تقديم برنامج إذاعي للأطفال سعادة كبيرة لا يمكن وصفها؛ فالإعلام تقع على عاتقه مسؤولية كبيرة، وهي إعادة بناء الإنسان (الطفل)، ولن نرتقي بدون إعادة هذا البناء، ولا بدّ من أن تتمّ مراعاة ما يتمّ تقديمه من رسائل هادفة تملأ العقل وتثقّفه ولا تكون سطحية، ومنها برامج الأطفال والارتقاء بوعيهم، وهذا ما يقع على عاتق المقدّمة الإذاعية، والجهة التي ترعى هذه البرامج، وبما أنّنا في إذاعة الرياحين التابعة لإذاعة الكفيل، رُسِمت الهوية للمقدّمة؛ ليكون اهتمام إذاعة الرياحين بتعريف الطفل بدستوره، ألا وهو القرآن الكريم وتربية الأجيال على المفاهيم الإسلامية الصحيحة والحقّة، من أجل تنشئة أجيال سليمة، فالإذاعة لها بريق ومستمعون؛ طبعًا لا تتمّ العملية بنجاح إلّا بالتعاون مع الشركاء، وهنا الأمّ هي الشريك المؤثر والمسهم في البرنامج الإذاعي القرآني. وعلى الرغم من أنّ مقدّمة البرامج الإذاعية تعتمد على أداتين، هما: الصوت والكلمة، فإنّ واحدًا من أسباب تميّز مقدّم عن آخر هو القدرة على رسم صور ومشاهد حيّة أمام المستمعين، أو خلق صورة ذهنية بملامح وأبعاد حسّية واضحة أمام أعينهم، وهنا تسيطر على الطفل بأن يبقى قريبًا وحاضرًا مع المقدّمة فيما إذا كان مستأنسًا بالحوار. نون النسوة العربية تبدأ بعملها من الصغير حتى يكبر، فوضعت بصمة خاصة بها تميّز مجتمعها عن غيرها من المجتمعات، فاستطاعت ببراعة رسم بنود واتفاقيات تطمح لها كأمّ تنقل ثقافة، إلى جانب بحثها عن المواهب، وتنمية المهارات؛ لتحقيق رسالتها بالنهوض في مجال حقّ الطفل على المجتمع.