رياض الزهراء العدد 175 لحياة أفضل
بَينَ الحُبِّ والحُبِّ الأشدِّ
كيفية التعامل مع الطفل من المؤثرات في تربيته في المرحلة التي تسبق التربية المباشرة فممّا قدّمته السنّة الشريفة قول الإمام الصادق (عليه السلام): "لئن يؤدّب أحدكم ولده خير له من أن يتصدّق بنصف صاعٍ كلّ يوم" (1). وقد بيّنت الروايات الشريفة مراحل التربية بحسب سنوات عمر الطفل، وهي: 1- السنون السبع الأولى (1 - 7). 2- السنون السبع الثانية (7 - 14). 3- السنون السبع الثالثة (14 - 21). حثّت الكثير من الروايات على ضرورة إعطاء الطفل الحرية في أول سبع سنوات من عمره، ثمّ تأديبه ومحاسبته ومراقبة أفعاله في السنوات السبع الثانية، ومصاحبته والاستماع له في السنوات السبع الثالثة، فعن النبيّ (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: "الولد سَيّدٌ سبع سنين، وعَبْدٌ سبع سنين، ووزير سبع سنين"(2). ومن الاستراتيجيات المستخدمة في تربية الطفل: ١) تعزيز ثقة الطفل بنفسه عن طريق الحبّ والاهتمام الصادر من الأبوين، وإعطاء الطفل حقّ التعبير عمّا يريد، واختيار ما يريد، ولا بأس بأن نترك له فرصة تجربة الاختيارات البسيطة التي لا تؤثر فيه، هذا الأمر سيعزّز الثقة في النفس من ناحية اتخاذ القرارات، ولا تجعل الطفل اتكاليًا على أبويه عند الكبر. ٢) تنمية الذكاء العاطفي لدى الطفل، بمعنى أن نغرس في الطفل العطف على الآخرين، وأن يجعل نفسه في مكان الآخرين حتى يشعر بمعاناتهم. ٣) تعليم الطفل ثقافة الاعتذار إذا أخطأ بحقّ غيره. ٤) تربية الطفل على الاحترام والتقدير حتى مع مَن هم بسنّه، وهذا الشيء من الممكن أن يتجسّد عندما يشاهد أمثلة أمامه عن الاحترام والتقدير الصادرة عن الكبار. ٥) تنمية مهارات الطفل ومواهبه، ومحاولة جعله يكتسب مهارات جديدة عن طريق توفير الطرق التي تساعده على تحقيق ذلك، وعبر التشجيع أيضًا. ٦) الاستماع للطفل والإصغاء إلى كلامه يعزّز ثقته بنفسه أكثر، ويكسبه روحًا اجتماعية خالية من المشاكل النفسية. ................................. (1) بحار الأنوار، ج ١٠١: ص ٩٥ (2) مكارم الأخلاق: ص٢٢٢