التَّعليمُ الرَّقْمِيُّ ودَورُهُ فِي التَّحصِيلِ الدِّرَاسِيّ الجَامِعِيّ

د. خديجة حسن القصير/ النجف الأشرف
عدد المشاهدات : 196

يعرّف التعليم الرقمي(Digital Learning) بأنّه: تقديم محتوىً تعليمي إلكتروني عبر الوسائط المعتمدة على الكمبيوتر وشبكاته إلى المتعلّم بشكل يتيح له إمكانية التفاعل النشط مع هذا المحتوى ومع المعلّم ومع أقرانه، سواء كان ذلك بصورة متزامنة أم غير متزامنة، وكذلك إمكانية إتمام هذا التعلّم في الوقت والمكان وبالسرعة التي تناسب ظروفه وقدراته، فضلًا عن إمكانية إدارة هذا التعلّم أيضًا عن طريق تلك الوسائط. أشارت الدراسات والبحوث في مجال تكنولوجيا التعليم إلى أنّ استخدام التعليم الرقمي يزيد من كفاءة الموقف التعليمي؛ لأنّه يوفّر ظروفًا بيئية أكثر ملاءمة للمتعلّمين على اختلاف مستوياتهم العقلية والعمرية ومراحل تعلّمهم، وأنّ استخدام تقنيات التعلّم الرقمي في العملية التعليمية له أهمّية كبيرة في زيادة مستوى تحصيل المتعلّمين، وتعزيز جوانب التفاعل الصفّي، وجعل الخبرة التعليمية أكثر واقعية وقبولًا للتطبيق، وجعله عملية مستمرّة؛ فهو يساعد على مواجهة تحديات المدارس في زيادة نسبة غياب الطلاب والتسرّب الدراسي؛ فضلًا عن تقليل الهدر من الموارد، ويوفّر نظام متابعة دقيقة لمستوى تقدّم الطلبة، وينمّي مهارات الطلاب في التعلّم الذاتي، ويكسبهم مهارات شخصية (1). لذلك فالتعليم الرقمي من أهمّ الأساليب الحيوية المعتمدة في عملية التعلّم في ظلّ التطوّر التكنولوجي الحاصل في مختلف المجتمعات والأمم، وله إيجابيات عديدة في تحسين الأداء والتحصيل الدراسي لو تمّ تطبيقه التطبيق الأمثل، ولكنّه يواجه العديد من الصعوبات، وذلك لعدم وجود التدريب، والخبرة الكافية في استخدام البرامج الإلكترونية، والمشكلة الأغلب ضعف شبكة الإنترنت في أغلب الدول العربية والعراق بخاصّة، وعدم امتلاك أغلب الطلاب لأجهزة الحاسوب أو الهاتف النقَّال إمّا بسب الفقر، أو تشدّد أولياء الأمور. ............................ (1) أثر التعلّم الرقمي باستخدام الأجهزة الذكية على التحصيل العلمي للطلاب في مقرّر الوسائل التعليمية واتجاههم نحو استخدام الأجهزة الذكية في التعلّم والتعليم: مجلّة جامعة أمّ القرى للعلوم التربوية والنفسية، مجلد10، عدد (2)، 2019: 218-220.