المَهَاراتُ الاجتِمَاعِيَّةُ لإثرَاءِ المَخزُونِ المَعرِفِيّ للمُتَعَلّمِينَ

نوال عطيّة المطيّري/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 148

الحاجة هي التي تقتضي التنوّع في استخدام الوسائل والأساليب التربوية الحديثة، والسعي نحو تطوير القدرات الأكاديمية والفكرية وتنميتها، والإصغاء والانضباط لدى المتعلّمين، وتمثّل (استراتيجية تدريس الأقران) إحدى الأنشطة الفعّالة لمصداق تطبيق النظام الثري الذي يساعد المتعلّمين على تلقّي المعلومة ومناقشة بعضهم بعضًا، ومن المؤكد أنّ أساس التعليم يكون موجهًا ومتمركزًا حول المتعلّم، مع الأخذ بعين الاعتبار أهمّية توافر البيئة المناسبة والأدوات التربوية المتاحة للتلاميذ، ووضع خطّة معدّة مسبقًا تستوفي الأهداف تحت إشراف المعلّم، والشروع بنظرية تعليم الأقران التي تُعدّ الطريقة الجديدة حتى يتمكّن التلاميذ من ترسيخ المفردات والدروس المعرفية في أذهان المتعلّمين بشكل سلس ويسير. فاستخدام تلك التقنيات وتطبيقها بشكل خارج عن المألوف يتخطّى بذلك الطرح التقليدي المتعارف عليه ليحاكي رغبات التلاميذ، وتعزيز درجة الفائدة المعنوية والمعرفية التي تمكّن المتعلّم من بناء شخصيته المجتمعية السوية، ليصبح قادرًا على الإدارة والتنظيم، وتحمّل المسؤولية، وقيادة زمام الأمور في المجتمع، والنهوض بتقدّم وإبداع في المستقبل، وبالإمكان تدريب المتعلّمين داخل الصفّ عن طريق اتّباع بعض النصائح والخطوات، منها: 1- يقوم المتعلّم بتحديد مادّة الدرس أو الموضوع المطلوب، ويطلب من التلاميذ تحضير الدرس بعد تقديم الإيضاح والشرح المستوفي والإلمام بجوانب المادّة المقرّرة وفهمها جيدًا؛ لغرض شرحها في الحصّة الدراسية المقبلة، ووضع الأسئلة والإجابة عنها، وتحديد مدوّنة للأفكار. 2- في الحصّة الثانية يطلب المعلّم من التلاميذ تقديم أجزاء المادّة الدراسية المناطة إليهم، ويبدأ أحد التلاميذ بشرح الجزء المخصّص له، ثم يُفسح المجال لزميله الآخر ليحلّ محلّه، ويقوم بإكمال شرح الجزء الآخر. وبالإمكان تقسيم التلاميذ إلى مجموعات، تضمّ كلّ مجموعة تلميذين أو أكثر، يأخذ التلميذ على عاتقه شرح الدرس، والمشاركة في تحليل المفاهيم المختلفة والمناقشة مع زملائه، ويراقب المعلّم أداء كلّ تلميذ في أثناء الشرح، وبيان أوجه الإجابة الصحيحة، وتحديد الإجابة الخاطئة منها. وتعدّ استراتيجية تعليم الأقران إحدى أنواع الفنون، حيث تشكّل فنّ أداء الأدوار في المهامّ الموكلة إلى المتعلّمين، فتارة يكون المتعلّم معلّمًا، وتارة أخرى متلقّيًا، ومرّة مستكشفًا للمعلومات، ولا بدّ من تزويد التلاميذ بأهمّ الإرشادات والالتزام بها، وتقديم التغذية الراجعة للمادّة من قِبل الملاك التربوي المشرف واللجنة المنظّمة للتعلّم النشط.