أَفعَالٌ مُخِيفَةٌ

ليلى العاني/ بغداد
عدد المشاهدات : 272

إنّ الناس في هذه الحياة يفضّلون أن يكونوا بأمان على أن يكونوا سعداء، يضعون مخاوفهم وتجاربهم السابقة الفاشلة، وما سمعوه من أخبار سيئة في مقدّمة أيّ فكرة جديدة، وقبل اتّخاذ أيّ قرار، وهذا ما يمكننا أن نطلق عليه (الجبن). كثر من الناس هم أولئك الذين يعجزون عن إخبار أصدقائهم، أبنائهم، والديهم، أزواجهم أنّهم يهتمّون بهم، وتفيض قلوبهم بالحبّ تجاههم، ولا يدركون ذلك إلّا بعد أن يفقدوهم، فينظمون فيهم الأشعار، ويخبرون كلّ الناس عدا محبوبهم أنّهم يحبّونه، بينما لا يجدون إشكالًا من الصراخ والضرب وإظهار أشكال من العقوبة المجحفة والقاسية. كذلك هم لا يبدأون أيّ طريق جديد، لا يغيّرون العمل، لا يطلقون عملهم الخاصّ خوفًا من الفشل، لكنّهم لا يخجلون من أن يكونوا فاشلين، لا جديد في حياتهم، لا يتعلّمون شيئًا جديدًا، ويلومون بذلك الحياة والأقدار والحظّ، كلّ ما في الأمر أنّهم يريدون أن يكونوا في مأمن ولم يحاولوا. لكن الحياة متغيّرة، وما كان غير مناسب بالأمس، قد يكون جيدًا اليوم، ما كانت تجربة فاشلة بالأمس، قد تنجح اليوم، وما كان يمثّل كلّ الضعف، هو اليوم يمثّل كلّ القوة، أنتَ إنسان قويّ، حباكَ الله بكلّ نعمه وخيره، أيّ محاولة لم تنجح، لن تحطّمكَ، لن تغيّر عالمكَ، لن تجعلكَ تهبط من عيون الناس، مع أنّنا متيقّنون أنّ عيون الناس لا قيمة لها. لذلك أخبر مَن تُحبّ بأنّكَ تحبّه، عانِقْه كأنّكَ لن تلتقيه، اسعَ إلى أحلامكَ كأنّكَ ستموت غدًا، لعلّ السعادة كانت تنتظر منكَ أن تقول هذه الكلمة، أو تفعل هذا الفعل لتفتح لكَ أبوابها، لا تترك شيئًا في صدركَ، لا تدع الوقت يمرّ، الشجاعة هي خيار وليست صفة شخصية، ولا تعني ألّا تخف، بل تعني أن تفعل الصواب، وتتّبع قلبكَ رغم أنّكَ قد ترتجف من الداخل.