الأَرنُوبَةُ المُجتَهِدَةُ

زهراء خضر الموسويّ/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 348

في داخل الغابة الكبيرة، وبين الأغصان الكثيفة، كانت تسكن الأرنوبة المجتهدة في بيتها الصغير الملوّن بأزهى الألوان. أكثر ما تحبّ الأرنوبة المجتهدة هو مزرعتها الصغيرة خلف المنزل، حيث تزرع مختلف الخضار والنباتات، وتهتمّ بسقايتها وتنظيفها يوميًا؛ لأنّها تحبُّ الزراعة كثيرًا، وكانت تنتظر بفارغ الصبر اليوم الذي تحصد فيه نتيجة تعبها وعنايتها. في صباحٍ ما تفاجأت الأرنوبة المجتهدة بأنّ أغلب الزرع قد تمّ قلعه من حديقتها، بحثت في الأرجاء لترى مَن فعل هذا! فوجدت القرد المشاكس جالسًا في طرف الحديقة يضحك عليها، بدأت بالركض نحوه، فركض بعيدًا ولم تستطع اللحاق بهِ. وفي أثناء ركض القرد المشاكس وضحكه وقع في شباك وسط الغابة، وبدأ بالصراخ، لكن لم يهتمّ به أحد، سمعته الأرنوبة المجتهدة فأتت مسرعة، وأخذت تساعده جاهدة حتى استطاعت إخراجه، استغرب القرد المشاكس من فعلها هذا، وسألها: لِمَ فعلتِ هذا مع أنّي آذيتكِ قبل قليل؟ قالت له: إنّ أمّي قد علّمتني أن لا أردّ الإساءة بالإساءة، وأنّ من صفات الشخص الجيد مساعدة مَن يحتاجه بكلّ ما يملك. ابتسم القرد لطيبة الأرنوبة، ووعدها بتعويضها على ما دمّر من حديقتها، ومساعدتها في الزراعة والحصاد.