فَخرُ النِّسَاءِ

منال مذري الربيعيّ/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 148

سعت منظّمات حقوقية في العالم إلى التشدّق والتبجّح بالمطالبة بحقوق المرأة، وشُرّعت القوانين، وسُنّت النظم المشوّهة لتجعل للمرأة مكانة مزعومة، مدعية بأنّها تنصف هذا الكائن اللطيف، ومشوّهة في الوقت نفسه ما منحتها الرسالات السماوية من مكانة تليق بشأنها. فطبّل وزمّر لهذه الأصوات المختلفة النابعة من الفكر الإنساني المُعتمد على القوانين الوضعيّة؛ لانفصاله عن السماء وانفصام عُراه عن هذه العلاقة الروحية كلّ مَن سعى إلى أن يجعلها سلعة تُباع في سوقِ النخاسة، فكان همّهم شكل المرأة ومَظهَرها، لا جوهرها ومَضمونَها، ولكنّنا نقول: إذا كان الإسلام قد منح للمرأة مكانة لائقة بها، فهو مستندٌ إلى التعاليم التي بلَّغها نبيّ الرحمة (صلّى الله عليه وآله) عن خالق البريّة سبحانه، وفي سيّدتنا الزهراء (عليها السلام) ـ نور عيوننا ونبض قلوبنا ـ ما يُظهر ويؤكّد بدون أدنى شكّ مِنحَة السماء لهذا المخلوق الملائكي ـ المرأة ـ مِن مكانة عظيمة تعجز عن بلوغها كلّ قوانين الأرض، ولا أدلّ على ذلك من أنّه سبحانه حين منح نبيّه العظيم منحة - وهو سيّد الكائنات وخاتم الرسل - كانت المنحة امرأةً. لولا مكانة المرأة عند خالقنا لما كان الله جلّ وعلا يعطي حبيبه ونبيّه وهادي الأمم، والمرسل رحمةً للعالمين إلَّا ما كان غاليًا وعزيزًا، فتجسّدت المنحة في الزهراء (عليها السلام)، فلتفخر كلّ أنثى أن تكون الزهراء (عليها السلام) مثلها الأعلى، فنِعم المفتخِر ونِعم المفتخَر بها.