عُنوَانُ الشَّرَفِ

حوراء قاسم الميّاحي/ بغداد
عدد المشاهدات : 212

هي العزّة والإباء، الشموخ والصمود، التضحية والفداء، القوة واللين، إنّها سيّدة نساء العالمين، تعجز الحروف عن تكوين ولو كلمة تصف تلك المرأة الملكوتية. مسكت قلمي وبدأت الأحداث والمواقف التي عاشتها الصدّيقة الطاهرة تجوب في خاطري، وإذا بيدي ترتجف من صعوبتها، وفي الوقت ذاته من هيبة تلك المرأة العظيمة ونسبها الشريف، الزهراء (عليها السلام) هي ذلك الخطّ المستقيم الوحيد الرابط بين النبوّة والإمامة، اصطفاها الله لتكون أمّ الأوصياء، وبنت خير الخلق، وزوجة خير خلق الله بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، خير نساء العالمين، وأمّ العترة الطاهرين المطهّرين والهداة المهديين، تلك هي المدرسة التي ثبّتت قواعد الرسالة وأرستها. بيت فاطمة (عليها السلام) من أطهر البيوت على مرّ التاريخ وإلى يوم يبعثون، هو ذلك البيت الذي كان مهبطًا للوحي، ومنبع العشق الإلهي، والتضحية في سبيل هذا العشق، كانت الزهراء (سلام الله عليها) خلفًا لخديجة (عليها السلام)، إذ كانت السيّدة خديجة إلى جانب النبوّة، وقد بذلت كلّ غالٍ ونفيس لتزدهر شجرة النبوّة وتعطي ثمارها. كانت فاطمة خليفة لتلك السيّدة العظيمة، إذ أكملت ذلك المسير بوقوفها إلى جانب الإمام، وبذلت جراحها وآلامها وأضلاعها من أجل أن تقوم شجرة الإمامة، كانت تضحية الزهراء (عليها السلام) بداية لكلّ تلك التضحيات التي بذلها أهل البيت (عليهم السلام)، كلّ التضحيات التي قُدّمت منذ يوم الزهراء (عليها السلام) إلى يومنا هذا في كلّ مكان في العالم، إنّما هي امتداد لجراحها وتضحيتها في سبيل حقّ الإمامة، وهذا ما علينا اليوم السير عليه والسعي إلى تحقيقه في سبيل نصرة صاحب الزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف).