رياض الزهراء العدد 176 شمس خلف السحاب
شَبِيهُ الأَنبياءِ
يا شمسًا غابت خلف الغيوم السوداء.. غيّبها الظلم والجور لغاية أرادها ربّ السماء.. كغيبة يوسف في جبّ الغدر وحقد الأشقّاء.. وكخروج موسى خائفًا يترقّب بطش الأعداء.. يا شافي الأكمه والأبرص والقلوب الصمّاء.. رُفِعتَ من بيننا مثل عيسى الذي ارتقى إلى السماء.. عشقناكَ مثل عشق يعقوب ليوسف، وغدت عيوننا بيضاء.. موسى ناجى ربّه أربعين ليلةً ليتمّ اللقاء.. وندبناكَ دهورًا حتّى مات فينا صدى النداء! لكَ سنن تجري علينا يا شبيه الأنبياء.. اتّبع الناس الشهوات وحرّفوا الكلم، وعبدوا الأهواء.. وقُبلت شهادات الزور واستخفّوا بالدماء.. تسير أرواحنا نحو اليأس حدّ الامتلاء.. أيّها الشهاب الثاقب، أنِر نفوسنا الجوفاء.. يا وجه الله الذي يتوجّه إليه الأولياء.. إلى مَن تَكِلنا؟ إلى الوقّاتين وأهل الاستهزاء؟! تكالب علينا المستعمرون، وأبناء الأدعياء.. سُبيت نساؤنا، وقُتّل أطفالنا واشتدّ البلاء.. فحشدنا الكهول والغِلمان وشبّان الآباء.. راياتنا المخضّبة بـ: لبيكَ يا حسين تكفّن الشهداء.. جاهدنا لحفظ أرضكَ الموعودة، وأقمنا العزاء.. يا إبراهيمنا، قدّمنا القرابين، لعلّكَ تقبل الفداء! جئناكَ ببضاعة مزجاة فاغفر لنا يا بن الزهراء.. يا شمس الشموس أقبل؛ لنرى وجهكَ الوضّاء..