رياض الزهراء العدد 176 شمس خلف السحاب
أَلمُ الغِيابِ
يا ساكنًا في أحداقنا، يا نورًا لبصائرنا، يا مقيمًا في أيَّامنا، يا شربة ماءٍ تروينا، يا فُلكًا يُنجينا، يا غائبًا لم يغب عنّا، كيف تبرد جمرةُ الثأر يا مهدينا؟ حبيب فؤادي، ما أشدّ شوقي لدفء حنانكَ، وأكثر لجوئي لبرِّ أمانكَ، وتَرقّب ضميري بحر جودكَ وجمالكَ، لعلّي أُبصر يومكَ قريبًا، وأعتذر إليكَ وبين يديكَ جريحًا... مولاي، أأنتَ الغائب أم نحن الغائبون عنكَ؟ أأنتَ المُنتظِر أم نحن المنتظِرون لطلّتكَ؟ أأنتَ الخائف أم نحن الخائفون من غيابكَ؟ أيّها المُنتظَر، إلى متى الانتظار؟ طال غيابكَ والشوق يحرق فينا الدمع فيُريقه، والأمل فينا يمدّ عينيه إلى فرحة لقائكَ. طال الغياب، فكلُّ يوم تصدح الأصوات، والقلب طافح بالحنين: "اَللّهُمَّ كُنْ لِّوَلِيِّكَ اَلحُجَّةِ بنِ اَلحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وَعَلى آبائِهِ في هذِهِ اَلسّاعِةِ وَفي كُلِّ ساعَةٍ وَلِيّاً وحَافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَليلاً وَعَيناً حَتّى تُسكِنَهُ أرضَكَ طَوعاً وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً.. بِرَحمَتِكَ يا أَرحَمَ اَلرّاحِمينَ"(1). ......................................... (1) مفاتيح الجنان: ص307.