رياض الزهراء العدد 176 همسات روحية
النُّورُ المَكنُونُ
نور طاهر.. يزهر في السماء.. أضاءت به الأكوان.. يغشى نوره كلّ الأنوار.. فانعكس في قلوب المحبّين.. أنارت العتمة بداخلها.. فَتَنَ العقول لتُنقّب عن معدنه.. كلّما حاولنا الاقتراب من النور.. لمعرفة سرّه.. تاهت بنا الألباب.. في معرفة كنه هذا النور.. إنّه نور عظيم.. حمل بين أضلعه.. (فاطمة).. مَن هي يا تُرى فاطمة؟ الزهراء البتول.. الحوراء الإنسية.. يغيب عن علمنا قدر هذا النور.. لم يستطع الزمن أن يخفيه.. فضربة المسمار في صدرونا.. تصرخ وافاطماه.. ويد الفاجر لم تستطع.. أن تكسر أيدينا عن لطم الأضلاع.. وهذه آهاتنا بين عصرة الباب.. تحتضن محسنًا بدموعها.. آهٍ يا سيّدتي ومولاتي.. أين ذلك القبر؟ لتذيب القلوب تحت ترابه جمرة الأسى.. لكن لم تستطع الأعداء.. أن تغلّ أيدينا.. عن اللطم والنوح عليكِ.. ولم تستطع أن تُخفت النور.. وإن أخفى الزمان قبركِ.. فدموعنا قد حفرته في قلوبنا.. فصبركِ يا مولاتي... ودفاعكِ عن الولاية.. جعل مظلوميتكِ خالدة.. وتخلّد النور المكنون بداخلنا.. نور.. لن ينطفىء.. أبدًا لن يزول..