(الأَجوِبَةُ المُيسَّرَةُ) مِنَصَّةٌ مِن ضِمنِ مشاريعِ مَعهَدِ تُراثِ الأَنبياءِ (عليهم السلام) فِي السَّحابَةِ الإلكترُونِيَّةِ

نادية حمادة الشمري
عدد المشاهدات : 187

تعدّ مبادرة تطبيق (الأجوبة الميسّرة) من أهمّ مبادرات الخطّة الاستراتيجية في إدارة معهد تراث الأنبياء (عليهم السلام) للدراسات الحوزوية الإلكترونية التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العبّاسية المقدّسة، حيث إنّه المكان البارز الذي تهتدي به السفن الإنسانية والفكرية والثقافية منها؛ لأنّه حريص كلّ الحرص على التميّز في برامجه ومشاريعه لتكون منارات يُقتدى بها، ومرجعية يُحتذى بها، عن طريق تقديمه لأفضل الخدمات وأميزها.. التقت مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام) بالأستاذ (عماد الكعبيّ/ مسؤول وَحدة تكنولوجيا المعلومات)، للتعرّف أكثر على التطبيق وآلية عمله.. الرؤية والرسالة كلّ مشروع تتبنّاه العتبة العبّاسية المقدّسة تسعى عبره إلى صناعة قاعدة أساسية في الفكر والثقافة، فما الرؤية والرسالة التي انتهجتموها في مشروع (الأجوبة الميسّرة)؟ -: تنمية الوعي الديني تنميةً مستدامة، وابتكار منظومات ذكية لإسعاد المجتمع، هو ما تسعى العتبة العبّاسية المقدّسة دائمًا إليه، إضافة إلى السعي بأن تكون المرجعية الدينية الإسلامية مرجعيةً عالميةً، والرسالة التي نسعى إليها في هذا المشروع هو الوصول إلى مجتمع واعٍ دينيًا، وقادر على التعامل مع التحدّيات المعاصرة والمستجدّة، وضمان الحصول على خدمات شؤون إسلامية ذات مستوىً عالٍ. من الورق عبر حديثكم يتبيّن لنا أنّه كان هناك الكثير من الأوراق للمشروع سعيتم في معالجتها، فمتى انتقل المشروع من الورق إلى الواقع؟ بدأنا الفكرة في عام 2017م، وفق إطار الاعتدال والوسطية بمفاهيم عالمية عصرية تتواكب مع متطلبات العصر ومتغيّراته، وتكون الإجابة عن المسائل الفقهية والعقائدية وفق تطبيقين على منصّتي (Android وIOS)، إضافةً إلى موقع إلكتروني، وكانت هذه هي الخطوة الأولى؛ لتأتي الخطوة الثانية في عام 2019م، بإضافة قسمين هما القرآني والاجتماعي، فيصبح التطبيق أربعة أقسام تخدم وتلبّي متطلّبات فئات المجتمع بما يحقّق العدالة الاجتماعية بين أفراده، لنصل إلى عام 2021م، بإضافة تحديث على التطبيق، وهي البحث المتقدّم، ويشمل البحث داخل الأسئلة وأصنافها، والكلمات الدلالية؛ لتقديم أفضل بحث للمستخدم، وكذلك البحث داخل المنشورات، وهي إمكانية لم تكن موجودة في النسخ السابقة. الإدارة بالنتائج أربعة أقسام، كيف استطعتم وضع جدولة الإجابة لها؟ المتابعة المستمرّة للتطبيق جعلتنا نضع جدولًا للإدارة عن طريق النتائج، فعمدنا إلى بناء منظومة متميّزة من الشراكات الاستراتيجية التي تعزّز دور التطبيق، ومن بين تلك الشراكات المشايخ، بمسمّى (مدير قسم المسائل الفقهية، والعقائدية، والقرآنية، والاجتماعية)، فيكون العمل بالإجابة عن المسائل كلّ بحسب الكلمات الدلالية بشأن كلّ قسم، إضافة إلى إدارة المنشورات لكلّ قسم، وإدارة الحسابات، وتوزيع المهامّ ووضع الخطط المستقبلية للعمل الديني، وإعداد خطط مستقبلية لبرامج توعوية إعلامية، وتمرّ الفتوى بعدّة مراحل، تبدأ من دخول المستخدم إلى الموقع أو التطبيق، فيدخل سؤاله وبعض المعلومات الشخصية التي يحتاجها المفتي، وأهمّها البريد الإلكتروني الذي تُرسل عبره رسالة ترحيب تتضمّن رقم السؤال الذي يدخل إلى لوحة التحكّم وفق مواضيع تُحدّد بحسب الزمن، وبحسب رؤية الإدارة العامّة للتطبيق؛ ليمرّ بالمراحل الآتية: التوزيع، التحرير، المراجعة الشرعية، الاعتماد، التدقيق، النشر، الأرشيف. ونوع الخدمة المقدّمة هو خدمة إجرائية. إدارة الوعظ ما الخطّة المنهجية والعملية التي اعتمدتموها في المنصّة وفق السحابات الأربع؟ التطوّر التكنولوجي أسهم إسهامًا فعّالًا في تنظيم عملية توزيع الأسئلة وفق السحابات الإلكترونية الأربع، ويكون وفق إعداد الخطّة الاستراتيجية وفق الجدول الزمني المحدّد بتفعيل المناسبات الدينية. أمّا الخطّة المنهجية فتتمّ وفق متطلّبات منهجية الوعظ، والتي تنقسم إلى دروس فقهية في العبادات ودروس في المعاملات، وتتخذ من المخاطب عنصرًا مهمًّا مع مراعاته من حيث المستوى التعليمي والعمري، من أجل الإسهام في تنمية الوعي الديني والثقافة الإسلامية، وغرس قيم الاعتدال والتسامح في المجتمع. حضور وتأثير من ضمن الأقسام هو القسم الاجتماعي، كيف استطعتم وضع المحاور الأساسية لهذا القسم؟ وما الطريقة التي استطعتم التأثير بها في المتلقّي؟ دعم العتبة العبّاسية المقدّسة للقِيم والمبادئ التي يدعو إليها الإسلام هي الفكرة الرئيسة التي سعينا إلى تطبيق مفرداتها، فوضعنا الجانب الاجتماعي وفق خطّتنا للتطبيق، وما أحدثته جائحة فيروس (كورونا) من تغيير جذري في عدد من الأنشطة والفعاليات اليومية التي يمارسها الناس، كالتعليم والدراسة والعمل عن بُعد، امتدّ إلى طريقة الوعظ، وتضيف الإجراءات الاحترازية نوعًا من الصعوبة أمام المجتمع للاستفادة من الوعظ بشكل غير مباشر، وابتكار طرق مختلفة للوعظ، منها الوعظ الإلكتروني الذي بات ضرورة حتمية لمخاطبة الشباب والتحدّث بلغتهم، واستخدام أساليبهم لقطع الطريق على التيارات المتطرّفة، مع مراعاة لعدد من الاستراتيجيات، بأن يكون الوعظ والإرشاد صحيحًا ومعتدلًا ومتوازنًا، إضافة إلى تنفيذ مدّة تتناسب مع متطلّبات المناسبات، والأسئلة الواردة للتطبيق، إضافةً إلى توفير بنية تحتية رقمية تتناسب مع متطلّبات العصر، إلى جانب سعي الإدارة بأن نكون رائدينَ في الفضاء الإلكتروني. بصمة جديدة يضعها معهد تراث الأنبياء (عليهم السلام) في سجّل البحث الإلكتروني، وسبر أغوار العالم الافتراضي التي تعدّ مهمّة تخدم المجتمع الإسلامي، محقّقين بذلك طموحات وآمالًا تكشف عن نظرة ثاقبة ورؤية استشرافية، أثبتوا بجدارة أنّهم قادرون على توعية المستفيدين وتطويرهم.