مِن آثارِ الأُمِّ المُؤمنَةِ

عفاف محمد الجبوري/ كربلاء المقدسة
عدد المشاهدات : 132

تتوالى الليالي وتتبعها الأيامُ، ونحن نسير، ونرى، ونعتبر ممّا رأينا من جميل عادات الأهل والأحباب، ومنها: تعويد الأطفال سُبل الالتجاء إلى الله تعالى في قضاء حوائجهم، وتذكيرهم بهذه الكلمة: علّة عدم إجابة الدعاء هو أنّ هناك مصلحة لا نعلمها. ومنها محاولة الاشتراك في استجابة دعاء الطفل وتحقيق رغبته عن طريق توفير لعبة أو طعام أو أيّ أمر يحبّه، فالطفل ينظر إلى أبويه وبخاصّة الأمّ، تجسيدًا لحديث الرسول (صلّى الله عليه وآله)، حيث يقول: "أَحِبُّوا الصِّبيَانَ وَارحَمُوهُم، وَإِذَا وَعَدتُمُوهُم شَيئاً فَفُوا لَهُم، فَإِنَّهُم لَا يَدرُونَ إِلَّا أَنَّكُم تَرزُقُونَهُم"(1). ونقصد من ذلك أنّه لا بُدّ من أن تكون الأمّ فَطِنة عند علمها بحاجة طفلها التي تستطيع توفيرها له، أو في حال رأت منه طاعة ما، تفكّر في حاجة هو يحبّها وتأتيه بها؛ كي يشعر بالرزق، وتقول له: هذا رزق من الله تعالى، وسترى تسديده تعالى لها في أمورها، وهذا الفعل بدوره يجعل الطفل يرتبط بالله تعالى، ويحبّه سبحانه. وفي أحيان أخرى لابّد من أن تعلّمه بعض التسبيحات، أو قراءة بعض السور، وبعد ذلك تُسرع إلى شراء ما يرغب به، وهنا لابدّ للأمّ من تنبيه الطفل إلى أنّ ما رُزقتَ به الآن هو ببركة ما قرأتَ، أو ذكركَ لله تعالى، وحتى لو لم يفعل، فسيبعث الله تعالى له رزقًا من حيث لا تحتسب الأمّ. والحقيقة على مستوى التجربة الشخصية وجدنا هذا الأمر نافعًا جدًا، ومن أهمّ تأثيراته في الأطفال أنّه يبعدهم عن تسلّل اليأس إلى قلوبهم، أو التفكير بالانحراف، وبخاصّة نحن نعيش حياة مادية بحتة، فضلًا عن أنّ الإنسان الذي يلتجئ إلى الدعاء، حتّى لو لم يُستجب له فسوف يغمره الله تعالى بالصبر والهدوء النفسي، وفي المقابل رأينا من بعض الأشخاص حالةً من الهلع والخوف والقلق تنتابهم حينما يحدث قدر وقضاء من الله تعالى، ولكن أصحاب الدعاء تراهم أشدّ صلابة وإيمانًا، وأقوى صبرًا في مواجهة حوادث الحياة ومصاعب الدنيا، فنرجو من كلّ الأمّهات تعليم الأطفال الدعاء والإنابة إلى الله تعالى؛ لنكوّن جيلًا قوي الإيمان، وتعليم الأطفال رفع أكفّهم البريئة من الذنوب والتوسّل إلى الله تعالى لحفظ الوالدين، وحفظ الأجداد، ودفع البلاء والوباء عن البلاد. ................................. (1) الكافي: ج6، ص49.