رياض الزهراء العدد 176 الملف التعليمي
التَّعلِيمُ الإلكترُونِيّ.. رُؤيةٌ جَدِيدةٌ للتّعلِيمِ
إنَّ التعليم الإلكتروني في عصرنا الراهن يُعدّ مكسبًا جديدًا، ودعاية اتصالية تُسهم في نشر المعرفة العلمية بطرق متطوّرة وحديثة تتماشى ومتطلّبات التعليم العصرية، وما يفرضه الواقع الافتراضي التكنولوجي، وهذه المتطلّبات الجديدة والحديثة تساعد بشكل كبير في الخروج من قوقعة التقليد إلى فضاء أوسع تُتاح فيه كلّ الطرق العملية والسبل الناجحة، القادرة على تقديم الإضافة العلمية، وإتاحة الفرص للمعلّم والمتعلِّم على الإبداع، والابتكار، واستغلال طاقاتهم الفكرية والمعرفية؛ للتحكّم في مختلف البرمجيات التكنولوجية التي تُستعمل بصفتها وسائل تعليمية تعمل على تبسيط المهمّة التعليمية، والخروج من حيّز كلّ ما هو تقليدي في العملية التعليمية، والاتجاه إلى تحديث التعليم الجامعي في المؤسّسات الجامعية، وبآليات المحتوى الرقمي ووسائله، وما يحمله من مميّزات فريدة من نوعها تعمل على إعطاء عملية التعليم نفسًا جديدًا يتميّز بروح الإبداع والابتكار والمشاركة الفعَّالة بوصفه ثقافة بديلة في ميدان التعليم الجامعي، وبالنظر إلى الواقع التعليمي على مستوى جامعاتنا، فسنجد أنّ هناك استعمالًا ضئيلًا لآلية التعليم الإلكتروني في بعض الجامعات، بل يغيب في البعض منها، وذلك يعود إلى عدّة عوامل جعلت من عملية التعليم الإلكتروني في جامعاتنا مجرّد مفهوم علمي متداول، بدون أن تعمل الفئات المعنيّة على ترسيخه بوصفه ثقافة تعليمية، وممارسة تُسهم في تطوير البيئة الجامعية، وتخليصها من التعليم التقليدي أو تعزيزه، والتوجه إلى عصرنة التعليم ورقمنته، بخاصّة في مثل هذه الظروف والأزمات الصحية والمرضية التي يمرّ بها العالم عامّة والعراق خاصّة. لذلك هناك العديد من التحدّيات التي تحول دون تطبيق التعليم الإلكتروني واستمراريته، وفي مقدّمتها قلّة الدعم الفنّي والإداري من قِبل مؤسّسات التعليم العالي اللازمة لتطبيق منظومة التعلّم الإلكتروني، ومن التحدّيات ضرورة تغيير عضو هيئة التدريس، سواء لطرق التدريس التقليدية التي تتطلبها منظومة التعلّم الإلكتروني، أو ضرورة تغيير اتجاهاته السلبية نحو هذا النمط من التعلّم؛ فضلًا عن عدم توافر الحواسيب، والتجهيزات، والمعدّات اللازمة، وقلّة التمويل لمنظومة التعلّم الإلكتروني، ولا نتجاهل الحاجة إلى تدريب أعضاء هيئة التدريس في الجامعات على التقنيات اللازمة لمنظومة التعلّم الإلكتروني.