حَشدُكَ شَلّالٌ

زهراء فاضل الحسينيّ/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 193

كانت أمّي تَخبزُ فجرًا.. خبزًا مَعجونًا بنقاءِ.. أخذت من سفوان الملح.. من زاخو حبّات الماءِ.. حِنطتُكِ سمراءُ أُمّي.. تشبهُ نُصبًا للثوّار.. بركانُ تنور بلادي، فيه النورُ وفيه النار.. ودَويُّ الأَبطالِ ينادي: فلْيحيَ حشدُكَ يا وَطني.. صان الأَرض، وحمى العرض.. روى الصحراء الغربية بدماء سمراء أبية.. حفظت قرطاسًا ودواة.. صانت مئذنة وكنيسة.. فيها صورٌ للقدّيسة.. فيها أجراسٌ مجروحة.. تبكي وهبًا فادى حُسينًا.. حمل إلى الطفّ صليبًا.. أركسه في جرف الماء.. أشهده موت الوجدان.. بحروف من عطش يحكي.. وبقايا نحرٍ وبنان.. يحكي بطلًا يحمل قِربة.. صارت شمسًا للحرية.. أعطى كفًّا، جاد بعينٍ.. صوّر نهجًا للإنسان.. يحكي طفلًا صار قضية.. لفّ الماضي والمستقبل بقماطٍ هزم الطغيان.. حشدكَ شلّال يا وطني.. لا ينضب ماء الشلّال.. فمتى دقّت ساعة الصفر.. كنّا روّاد الأجيال..