رياض الزهراء العدد 176 منكم وإليكم
زَهرَةُ الأَبَدِ..
الزهرةُ الأولى على الأزهارِ أبدِيَّةٌ بِرحيقِها المِدرارِ هي محوَرُ الأكوانِ يرشفُها المَدى هي في السَّماءِ أميرةُ الأنوارِ من نورِها قد أزهَرَتْ شمسُ الضُّحى والوَرْدُ في فَلَكٍ من الأسرارِ وَلِعِطرِها عند الجِدارِ حِكايَةٌ حمراءُ سطَّرَها أذى المِسمارِ صفحاتُها بين الضلوعِ وكسرِها مكنونةٌ تشكو إلى الجبَّارِ من باب فاطِمة جرى نهرُ الجَوى في درب نصرةِ حيدرِ الكرَّارِ أوراقُها نحوَ السماءِ تناثرَتْ تُزجِي لَواعِجَها إلى المُختارِ جَمَعَتْ رَياحينَ الجِنانِ بحضنِها تتلو تَراتيلَ النَّوى المِدرارِ عَثُرَتْ بِحُمرةِ حاءِ كُنهِ العِشقِ في وَجَعٍ يُذيبُ تَعاقُبَ الإعصارِ تَرَكَتْ عُصارةَ حُزنِها وحنانِها في كفِّ طِفلَتِها لِخَطْبٍ ضار صَلَّتْ صَلاةَ عُروجِها وعبيرُها قد بَلَّلَ الدُّنيا بِيُتْمٍ جار أُمُّ الوجودِ سَرَتْ إلى رَبِّ العُلا وبِقَلْبِ تُربَتِها سَنا الأسرارِ ورَحيقُها حَتَّى القِيامَةِ فائضٌ دونَ انطِفاءةِ جذوَةِ الأكدارِ