رياض الزهراء العدد 176 منكم وإليكم
فُنُونُ الإِدَارَةِ النَّاجِحَةِ
تعدّ الإدارة هي الفاصل بين النجاح والفشل، فلا يقتصر دورها على إدارة منظّمة معيّنة أو مؤسّسة ما، بل يمتدّ دورها ليصل إلى تحديد مقدار التقدّم أو التخلّف الموجود لدى الأمم، فالاستثمار الأفضل للموارد البشرية والمادية يقع على عاتقها، وهناك الكثير من الدول التي تمتلك أركان النجاح الاقتصادي من ناحية الموارد، ولكن سوء الإدارة يبقيها في مواقع متأخرة اقتصاديًا. تعمل الإدارة على تحقيق الأهداف المنشودة عن طريق إدارة عمليات الإنتاج، وتوجيه الجهود البشرية بكفاءة وفاعلية نحو تحقيق الأهداف، وإيقاف هدر الجهد والوقت والمال، مثلما تعمل على إنشاء هيكل منظّم وسليم داخل المنظّمة أو الشركة، بحيث لا يكون هناك تداخل في العمل بين الموظّفين؛ فهي مُحرِّك للتنمية التي لا يمكن أن تتحقّق بدونها حتّى لو كانت العناصر الأخرى جميعها متوافرة، علمًا أنّ هذه الإدارة لا بُدّ من أن تكون إدارة فاعلة، تستعمل الوسائل العلمية المُستخدمة في اتّخاذ القرارات. إنّ الإدارة الناجحة هي أساس مهمّ للرقي والازدهار المجتمعي، ولا يمكن تحقيق هذه الأهداف إلَّا بالتعرّف على فنون الإدارة الناجحة، التي تُمكّن المدير من قيادة زمام الأمور بشكل جيّد، ومنها: القدرة على التواصل مع العاملين، ومراعاة الدقّة في التعامل، والاتزان والثبات عند اتخاذ القرارات، والجدية والموضوعية في طرح الأفكار وتنفيذها. مثلما يتوجّب على الإداري الفذّ أن يكون على علم وإحاطة تامّة بإمكانات موظّفيه وقدراتهم، وأن يعمل دائمًا على خلق روح الإبداع والابتكار لدى العاملين، والتركيز على نقاط القوة لديهم، وهذا الأمر سيحقّق زيادة في الدافعية تجاه العمل، ويُسهم في زيادة الإنتاج. ويُفترض بالمدير المثابر أن يلتفت إلى أهمّية الحيادية في التعامل مع مَن حوله، وعدم الميل أو التحيّز لفئة دون أخرى، وعدم إقصاء رأي الآخر أو الاستهانة بمقترحاته، أو التقليل من شأنه؛ لأنّ ذلك لو وُجد فسيولّد فجوة بين العاملين، ويُنشئ بينهم ثغرات لها مردودات سلبية على سير العمل ونوع الأداء، مثلما أنَّ التزمّت بالرأي والإصرار على اتخاذ القرارات المصيرية من دون مشاورة أو تباحث سيُرجع عجلة التقدّم الإداري إلى الوراء، وسيشكّل عائقًا ومنزلقًا خطرًا لمَن يهوى أن يكون إداريًا فعّالًا، فلا تنهض الإدارة، ولا تؤتي أكلها إلَّا إذا اتّسمت بالمرونة واللين مع مَن حولها، فمتى ما اعترف المدير بأخطائه، وتحمّل كافة المسؤوليات مع موظّفيه، وبادر إلى إيجاد الحلول المناسبة عند حدوث المشاكل، وخَلَقَ جوًا من التعاون داخل المؤسسة، واعترف بإنجازات عامليه، وشاركهم أهدافهم وطموحاتهم، فبالتأكيد سيكون قد أسهم في خلق بيئة عمل فاعلة ومتعاونة قادرة على تقديم أفضل منتوج، وأحسن إنتاج.