أسبَابُ التَّعَبِ وَالوَهنِ

د. زينة نوريّ الجبوريّ/ بغداد
عدد المشاهدات : 154

الكثير منّا يعاني من التعب الشديد بين مدّة وأخرى، وهذا بدوره ينتج عنه الخمول، والكسل، وصعوبة القيام بالواجبات اليومية أحيانًا. وتتعدّد أسباب التعب المستمرّ لمدّة من الزمن، فمنها ما هو بسيط، ومنها ما قد يستدعي القلق أحيانًا أخرى، وأغلب مَن يعاني من هذا التعب يجعل سببه نتيجة قلّة النوم، مع أنّ هناك أشخاصًا يذهبون إلى النوم مبكرًا وينامون بالمقدار الكافي، وعلى الرغم من ذلك يشعرون بالتعب المستمرّ والإرهاق، وتظهر عليهم علامات الإجهاد في صباح اليوم التالي. إنّ استمرار هذا التعب طوال اليوم ولمدّة غير طبيعية يشير إلى أعراض صحّية لا بدّ من علاجها، إذ يعتمد علاج الإرهاق والتعب على علاج المُسبِّب، بغضّ النظر عمّا إذا كان التعب جسديًا، أو نفسيًا، أو مزيجًا من الاثنين، حيث إنّ بعض الحالات قد تتحسّن من الإرهاق فورًا بمُجرَّد علاج السبب الأساسي، وقد يكون من أسبابها الصحّية: 1. الإصابة بنقص السوائل: قلّة استهلاك السوائل تؤدّي إلى تقلّب المزاج، وانخفاض مستوى الطاقة لوجود منطقة في الدماغ ترسل إشارات لباقي أجزاء الدماغ بصفة إنذار مبكر على الحاجة لشرب الماء؛ علمًا أنّه ليس بالإمكان اعتماد قياس معيّن لمقدار الشرب كـ(8) أكواب ماء يوميًا مثلما يُشاع، وإنّما يجب أن يكون بالتبوّل كلّ 3 ساعات، ولون البول يكون أصفر فاتحًا. 2. نقص فيتامين 12 B: يحتاج الجسم إلى فيتامين 12 Bلصنع كريات الدم الحمراء، فنقص هذا الفيتامين يؤدّي إلى نقص الأوكسجين الذي يحمله الدم إلى أنحاء الجسم؛ ممّا يؤدي إلى الشعور بالنعاس والتثاؤب خلال مدّة الصحوة، وقد يشعر الشخص بالتعب، وكثرة النسيان وآلام في الساقين أو خدر، وشعور بالوخز في القدمين، لذا يحتاج الشخص إلى تناول مكمّلات من فيتامين B12. 3. التوتّر والشدّة: يؤدّيان إلى زيادة مستويات الكورتيزول في الجسم؛ لأنّه لا يمكن السيطرة على مصادر التوتّر، ولكن بالإمكان تغيير ردّ الفعل تجاهه؛ مثلًا التركيز على التنفّس، وعند سحب الشهيق قل: " أنا "، وعند الزفير قل: "مرتاح"، كرّر هذا لبعض الدقائق كلّما شعرتَ بالتوتّر والقلق. 4. الإصابة بآفة قلبية: إنّ التعب وانقطاع النفس عند أداء التمارين الرياضية، أو عند صعود السلّم، أو عند بذل الجهد، هو إنذار مبكر بوجود آفة قلبية كامنة مثل انسداد أحد الشرايين، أو ضعف عضلة القلب؛ ممّا يقلّل تدفّق الدم، فيحرم العضلات والأنسجة من الأوكسجين فيؤدّي إلى الشعور بالتعب. 5. قلّة مستويات الحديد بالدم أو كثرتها: الإصابة بفقر الدم تؤدّي إلى الشعور بالتعب لقلّة الأوكسجين الواصل إلى الأنسجة والعضلات، كذلك زيادة مستوى الحديد بالجسم تؤدّي إلى الشعور بالتعب والبرد وترقّق الشعر والأظافر والدوار عند الوقوف، فيجب علاج كلتا المشكلتين. 6. الإصابة بالتهاب المسالك البولية: يُطلق الشعور بالتعب والإعياء والخلود إلى الراحة؛ ليتمكّن الجسم من تركيز طاقته لعلاج الالتهاب؛ لذا يجب مراجعة الطبيب، والحصول على المضادّات الحيوية، والإكثار من شرب السوائل لعلاج هذه المشكلة.