رياض الزهراء العدد 176 واحة البراءة
الكَنزُ المَنسِيُّ
تسنيم طفلة شغوفة بالألعاب الإلكترونية، وغالبًا ما تقضي أوقاتًا طويلة في اللعب على هاتفها الذكي. وفي أحد الأيام، كانت تسنيم تسير في الحديقة مع والديها، وفجأة وقع هاتفها من يدها وانكسر، أخذ الأب الهاتف لإيجاد حلّ للعطل الذي حَلّ به، ولكن بدون جدوى. شعرت تسنيم بالضجر، بعد أن اعتادت استخدام هاتفها يوميًا، فلم يعد الهاتف يصلح للاستخدام، ولا تجد ما يشغل وقت فراغها الطويل. فكّرت كثيرًا، ماذا تفعل؟ وكيف ستقضي وقت الفراغ؟ دخلت تسنيم مكتبة المنزل، وأخذت تتأمل محتويات المكتبة، ووقع نظرها على أحد الكتب، حيث شدّها عنوانه، وبدأت تقرأ صفحاته. مضى الوقت سريعًا، انتهت تسنيم من قراءة الكتاب، وسعدت به كثيرًا، وقد استفادت من المعلومات المذهلة التي يحتويها. قالت تسنيم في نفسها: يا إلهي، لدينا هذا الكتاب القيّم في المنزل وأنا لا أعلم؟! قضيتُ وقتًا جميلًا بصحبته، لم أشعر بالملل، وكذلك لم أشعر بالدوّار الذي يلي استخدامي للهاتف. أعادت تسنيم الكتاب إلى مكانه، وقرّرت قراءة بقيّة الكتب في الأيام القادمة، وعندما دخلت غرفتها، وجدت علبة الألوان الزيتية واللوحات التي اشترتها لها والدتها، فقالت في نفسها: يا إلهي منذ مدّة طويلة لم أستخدم علبة الألوان وأبدأ بالرسم، ماذا سأرسم يا تُرى؟ لفتت انتباهها المزهرية والزهور الحمراء والصفراء والوردية والبيضاء، فعبّرت عنها بلوحة جميلة بواسطة أناملها الصغيرة. وبعدما انتهت من رسم اللوحة، فاجأت والديها بها، وعبّر الوالدان عن فرحتهما بإبداع تسنيم، وشجّعاها على الاستمرار. ومع مرور الأيام، اكتشفت تسنيم الكنز الثمين والمنسي الذي بداخلها، فهي لم تعد تشعر بالملل، لقد أنعشت مواهب وهوايات تمتلكها، قد شغلها جهازها الذكي عنها لمدّة طويلة.