رياض الزهراء العدد 178 نور الأحكام
زِينَةُ الرِّجالِ
قال الله تعالى: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (الأعراف: 32). ورد في الرواية الشريفة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: "ليتزيّن أحدكم لأخيه المسلم إذا أتاه كما يتزيّن للغريب الذي يحبّ أن يراه في أحسن الهيئة"(1). لقد أكّد القرآن الكريم والسنّة الشريفة على موضوع التزيّن، وأنّه تعالى يحبّ أن يرى أثر النعمة في مَن أنعم عليه، حتّى سئل الإمام الصادق (عليه السلام): وكيف ذلك؟ فقال (عليه السلام): "ينظّف ثوبه، ويطيّب ريحه، ويحسن داره، ويكنس أفنيته، حتّى إنّ السراج قبل مغيب الشمس ينفي الفقر، ويزيد في الرزق"(2). كذلك من زينة الرجل ترتيب الشعر، فقد قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): "الشعر الحَسن من كسوة الله فأكرموه"(3). وكذلك قال (صلّى الله عليه وآله): "مَن اتّخذ شعرًا فيحسن ولايته أو ليجزّه"(4). وكذلك من السنّة حفّ الشارب، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: "أخذ الشارب من الجمعة إلى الجمعة أمان من الجذام"(5). ومن الزينة التعطّر، بل هو من أخلاق الأنبياء (عليهم السلام)(6). وإنّ المال الذي ينفقه الإنسان في العطر مهما كثر فلا يعدّ من الإسراف، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: "ما انفقتَ في الطيب فليس بسَرَف"(7). ومن الزينة التختّم باليمين، وفي ذلك روايات كثيرة، وغير ذلك ممّا عدّ زينة شرعًا، وأمّا ما نراه اليوم من بعض الشباب من الوشم وارتداء الملابس الممزّقة ولبس الحُلي ووضع الأصباغ على الرأس والوجه، فهو من التخنّث، والتشبّه المحرّم يكون في النار، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العليّ العظيم. ......................................... (1) بحار الأنوار: ج67، ص298. (2) المصدر السابق: ج67، ص300. (3) وسائل الشيعة: ج2، ص129. (4) مكارم الأخلاق: ص103. (5) المصدر السابق: ص67. (6) ميزان الحكمة: ج2، ص1756. (7) المصدر السابق: ص1756.