رياض الزهراء العدد 178 شمس خلف السحاب
لِكَوْني امرأَةً... مَا الدورُ المُلقى عَلى عَاتِقِي في زَمَنِ الغَيبَةِ؟
لا يختلف دور المرأة عن دور الرجل في التكاليف العامّة إطلاقًا؛ فإنّ المرأة مَثَلها مثل الرجل، إلّا في بعض التكاليف الخاصّة بها، ومثلما أنّ للرجل دورًا مهمًّا في مسألة التمهيد والإعداد للقضية المهدوية، فللمرأة دور مهمّ في حركة التمهيد للإمام (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، وبخاصّة عندما تلتزم بتعاليم دينها، وتنتهي عن محرّماته، وتربّي أبناءها أو تلاميذها تربية إسلامية، وتجعلهم على بيّنة من قضية إمام زمانهم، فالأمر ليس محصورًا بالرجال، فالدين الإسلامي أولى المرأة أهمّية كبيرة في مجال إعدادها لهذا الدور العظيم عن طريق إعداد قاعدة دينية رصينة لإمام زمانها ولدولته، سواء كان حاضرًا، أم غائبًا. لذا نرى في كلّ زمان نساء يجاهدنَ ويناضلنَ من أجل إمام زمانهنّ، ويقفنَ إلى جانبه في كلّ المجالات. فالسيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) قد تفانت في نصرة إمام زمانها أمير المؤمنين (عليه السلام)، ووقفت إلى جانبه في هداية الناس، وإكمال الطريق الذي بدأه رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وكذلك السيّدة زينب (عليها السلام) في وقوفها إلى جانب أخيها الإمام الحسين (عليه السلام). إذًا على المؤمنات في هذا الزمان أن يتّخذنَ من هؤلاء النساء العظيمات قدوة لهنّ في إعداد قاعدة جماهيرية رصينة للظهور المقدّس، وعليهنّ أن يدركنَ حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهنّ في إعداد جيل مهدويّ عارف بإمام زمانه. وتبدأ هذه المسؤولية بالتزامهنّ بالحجاب الشرعي لكونهنّ ممهّدات لدولة إلهية عظيمة، والتزامهنّ بما أمر الله تعالى به المرأة الصالحة المؤمنة، فالتزامهنّ هذا هو حجر الأساس الذي تضعه المرأة من أجل تكوين مجتمع ديني صالح، وإعداد أسرة دينية مهدوية قادرة على نصرة الإمام (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) في غيبته وفي حال ظهوره المقدّس. وتتوالى المسؤوليات على المرأة من تعريف الأجيال بالإمام الغائب -أرواحنا لتراب مقدمه الفداء- واتخاذ أنسب الأساليب لقيادة أبناء المجتمع الإسلامي، وحثّهم وتشويقهم لمعرفته وتعريفهم أيضًا على واجباتهم في زمن غيبته عن الأنظار، ومعرفة كيفية إصلاح النفس، والسعي في إقامة القاعدة الأساسية لدولته المباركة، وتوطيد علاقة الفرد بإمام زمانه عن طريق التخلّق بالأخلاق الحسنة، والعمل على تنقية القلب، والمحافظة على طهارته؛ ليسع كلّ فئات المجتمع، وتقريبهم لمعرفته، ثمّ عليها أن تسعى إلى بيان أهمّية الدعاء والتوسّل بالإمام المنتظر(عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، حيث له أهمّية كبيرة في انقياد الإنسان له، وجعله يعيش حالة من الشعور بقرب المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) من محبّيه ومريديه. وتزداد مسؤولية المرأة يومًا بعد يوم على امتداد الزمان والأجيال وتطوّر الحياة، ولا تزال هناك الكثير من المسؤوليات والأدوار على المرأة لا يسع المقام ذكرها.