رياض الزهراء العدد 178 لنرتقي سلم الكمال
الحَمدُ للهِ الذي مَنَّ عَلينا بِنَبِيِّهِ مُحَمّدٍ (صلّى الله عليه وآله)
قال الله تعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) (آل عمران: 164). اللطف هو فعل تسهل به الطاعة على العبد، ويشمل كلّ ما يدعو إلى فعل الطاعة وترك المعصية، بحيث يجعل العبد أقرب إلى امتثال أوامره تعالى، وأبعد عن ارتكاب نواهيه، ولطف الله تعالى لا حدّ ولا حدود له، ومصاديقه لا يمكن حصرها في جهة معينة، لكن البعثة النبوّية هي اللطف الإلهي الأعظم على الوجود، وتتّضح أهمّية البعثة تمام الوضوح عندما يُلاحظ ما كان عليه وضع المجتمع في العهد الجاهلي، حيث الشقاء، والجهل، وحالات الانحطاط والفساد، فمَنَّ اللهُ تعالى عليهم بالنبيّ محمّد (صلّى الله عليه وآله)؛ لينهض بهدايتهم، وينقذهم من الضلالات، وينجيهم من المتاهات. ومن كلام مولاتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) في البعثة قائلةً: " فَأَنارَ اللهُ بِمُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وآله ظُلَمَها، وكَشَفَ عَنِ القُلُوبِ بُهَمَها، وَجَلّى عَنِ الأَبْصارِ غُمَمَها، وَقَامَ في الناسِ بِالهِدايَةِ، وأنقَذَهُمْ مِنَ الغَوايَةِ، وَبَصَّرَهُمْ مِنَ العَمايَةِ، وهَداهُمْ إلى الدّينِ القَويمِ، وَدَعاهُمْ إلى الطَّريقِ المُستَقيمِ"(1). وقال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الأنبياء: 107). إنّ رسالة الإسلام رسالة عالمية خالدة؛ لذا تحتاج إلى شخصية حائزة على كمالات عالية؛ لتكون قادرة على تبليغ الرسالة، ولم يكن الرسول مَلكًا وإنّما بشر مثلنا، ولكن بشخصيته المؤثّرة، وبصيرته النافذة، وحكمته، وسموّه عن الهوى والفردية دانت له الرقاب طوعًا. فلم يكن نشر هذا الدين سهلًا، فقد تحمّل النبيّ (صلّى الله عليه وآله) الكثير من العناء والأذى في سبيل ذلك، وصبر حتى نشره في أرجاء الأرض، ويا للأسف نحن اليوم في زمن أصبح المعروف فيه منكرًا، والمنكر معروفًا، وانتشرت العصبية العمياء، وقتل النفس المحرّمة، والفساد المالي والأخلاقي، نحن في جاهلية أشدّ من الجاهلية الأولى، إذ أصبحت العبادات طقوسًا خاوية، وكلّ ذلك بسبب ابتعادنا عن القرآن الكريم والسنّة النبوّية الشريفة والعترة الطاهرة (عليهم السلام)، فإذا أردنا الاحتفال بالبعثة النبوّية خير احتفال، فلنبدأ بتزكية أنفسنا بالرجوع إلى المنهج التربوي الإسلامي الذي جاء به معلّم الإنسانية وأستاذ البشرية نبيّنا محمّد (صلّى الله عليه وآله)، ولنتمسّك بمصادر عزّتنا: القرآن الكريم، والعترة الطاهرة (عليهم السلام)، ولا تبقَ معرفتنا بالبعثة النبوّية حبيسة في عقولنا لا تثمر عملًا ما دمنا نريد الكمال. اللّهمّ اجزه عنّا خير ما جزيتَ نبيًا عن أمّته. .................................. (1) فاطمة الزهراء (عليها السلام) من المهد إلى اللحد: ص168. الأسئلة: س1: سُئل سماحة آية الله السيّد عليّ الحسينيّ السيستانيّ (دام ظلّه): ما أكبر خطر وتهديد على مستقبل العراق؟ فماذا أجاب؟ س2: مَن القائل؟ "الحمد لله الذي مَنّ علينا بنبيّه محمّد (صلّى الله عليه وآله) دون الأمم الماضية والقرون السالفة". 1- الإمام السجّاد (عليه السلام). 2- الإمام الصادق (عليه السلام). 3- الإمام الرضا (عليه السلام). أجوبة موضوع: (أمّ البنين (عليها السلام) وإمام زمانها (عليه السلام)): ج1: 4- كلّ الإجابات صحيحة..