رياض الزهراء العدد 178 الملف التعليمي
الكَفَاءَةُ العِلمِيَّةُ فِي رُبوعِ المُؤَسَّسَةِ التَّربَوِيَّةِ
يمثّل التعليم الحجر الأساس للتقدّم وضمان المستقبل الزاهر، والعلامة الفارقة التي تميّز الدول المزدهرة عن غيرها، فما من دولة اهتمّت بالعملية التعليمية وعناصرها، إلَّا ورأيتَها قد تصدّرت في مجالات الصناعة، والاقتصاد، والصحّة، والابتكارات العلمية، وغيرها... ولكي تنجح أيّ دولة في مجال التعليم، وتحقّق أهدافها المرجوّة، عليها توفير عناصر العملية التعليمية، ويُعدّ المعلّم المحور الفعّال والنشط في العملية التربوية، بصفته الباحث والمستقصي للحقائق والمعرفة الرصينة؛ لتثبيت الخبرة لدى التلميذ، والساعي إلى رفع المستوى الأدائي للمتعلّم عبر مفاتيح (الكفاءة والمحصّلة العلمية) بمهنية متقنة تتمثّل بقدرة المعلّم على توظيف العديد من المهارات، والتقنيات، والأساليب الحديثة والمعارف المتنوّعة، والقدرة على ابتكار استراتيجيات مرنة قابلة للتنفيذ تلائم المرحلة الراهنة، مع مراعاة اختلاف الفروق الفردية بين التلاميذ، ولا سيّما في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والعلمية، ويضاف إلى ذلك تقويم مرحلة نموّ الخبرات المكتسبة لدى المتعلّمين ونضجها، والقيام بمعالجتها في ضمن إطار (البيداغوجيا)، ويقصد بها فنّ التفاعل والتعامل في نقل المعلومة بطرق ووسائل قريبة إلى الذهن يسهل تطبيقها في الصفّ من قِبل المعلّم المتخصّص في المادّة الأكاديمية، وتحقيق الأهداف المرجوّة، ومعرفة احتياجات التلاميذ التربوية والعلمية والاجتماعية، وفي الغالب تتمحور شخصية المعلّم التربوي القيادي والمتّزن الذي يصبّ جلّ اهتمامه على رفع جودة العملية التربوية، وتحفيز التلاميذ وتشجيعهم على التفاعل الحيّ والمباشر مع الموادّ الدراسية والخبرات المختلفة بتفانٍ وإخلاص، وبذل الجهود المعطاء؛ لاستعادة النشاط، وتحقيق الاستقرار النفسي قدر المستطاع وفي ضمن الإمكانات المتاحة، والاستمرار على التدريب والاطّلاع على الطرق المستحدثة في التعليم، ومواكبة أساسيات الثقافة، فتلك الفواصل تشدّ من عزيمة المعلّم، وتساعده في الحياة العملية. يتقاسم المعلّم الدور الريادي مع الأهل في غرس القيم، وتكريس المفاهيم الأخلاقية للتربية السليمة في نفوس الأبناء، وحمايتهم من المؤثرات السلبية في وسط التيارات الهدّامة والفتن المتلاطمة التي تشكّل خطرًا مدمّرًا للتربية والتعليم، حيث تُعدّ المدرسة الصرح العظيم لصناعة الأجيال الواعدة، والقاعدة المتينة لرفد المجتمع ببناة صالحين متفوّقين في جميع الصعد، يتحلّون بالصفات الإنسانية والشموخ. وفي الختام، يتّسع أفق المعلّم في سماء الإبداع الأكاديمي والمعرفي؛ لكونه القدوة الحسنة لتلاميذه في ميزان التربية، ومنهل الإلهام والفكر، والاهتمام به على نطاق أشمل من قبل إدارة المدرسة والقطّاع التعليمي في الدولة يجعل منه يدًا للبناء تكافح مستطرقي الجهل ومعاول الهدم للعلم والمعرفة.