رياض الزهراء العدد 178 الحشد المقدس
ليتَنا كُنَّا نَعلَمُ
يرحلون.. أقمارًا تلو أقمار.. لتبقى لنا الشمس.. ويبقى لنا الحلم.. ولا يسرق الظلام ألوان نهاراتنا.. يرحلون.. ولا نعرفهم إلّا عند الرحيل.. فندرك خسارتنا التي لا تُعوّض.. لقد كانوا بيننا.. يعيشون هنا.. معنا.. كنّا نظنّ أنّ مشاغلهم مثل مشاغلنا.. وهمومهم صغيرة مثل همومنا.. لم نكن نعلم.. أنّا كنّا نحن همّهم.. وأنّ بيوتنا تنام آمنة؛ لأنّها محاطة بسورٍ من أهداب عيونهم.. إنّ سماءنا زرقاء جميلة؛ لأنّها تستقي شموخها من سمرة زنودهم.. وفجرنا يَحوكونه بعناية من خيوط أرواحهم.. اكتمل الهلال بدرًا وتألّق ليسامرهم في ليالي غربتهم.. وتضطرب الأرض عشقًا حينما تسمع وقْع أقدامهم.. ليت الزمان يعود.. لنلمح بعضًا من طيفهم.. ليتنا عرفناهم حقّ معرفتهم.. ليتنا كنّا نعلم...!!