إمامٌ وليدٌ شَبيهُ الأنبياءِ (عليهم السلام)

عبير عباس المنظور/ البصرة
عدد المشاهدات : 195

نور من سلالة خاتم الأنبياء تطهرّت الأرض بضيائه، وليد إمامنا الرضا (عليه السلام) من خيرة الإماء التي يعود نسبها إلى مارية القبطية (عليها السلام)، وهي الخيزران النوبية التي يذكرها النبيّ (صلّى الله عليه وآله) وابنها قائلًا: "بأبي ابن خيرة الإماء، ابن النوبية الطيبة"(١). وقال عنه الرضا (عليه السلام): "هذا المولود الذي لم يولد في الإسلام أعظم بركةً منه"(٢). لولادة إمامنا الجواد (عليه السلام) دلالات عديدة بلحاظ الظروف الاستثنائية التي مرّ بها المجتمع حينذاك، من مؤامرات تُحاك ضدّ الأئمة (عليهم السلام) وأتباعهم، إضافة إلى قلق بعض الشيعة من اجتياز الإمام الرضا (عليه السلام) سنّ الأربعين ولم يُرزق بولد، حتى طلب منه بعضهم قائلًا: "ادعُ الله أن يرزقكَ ولدًا، فقال: إنّما أُرزق ولدًا واحدًا وهو يرثني، فلمّا وُلد أبو جعفر (عليه السلام)، قال الرضا (عليه السلام) لأصحابه: قد وُلِد لي شبيه موسى بن عمران فالق البحار، وشبيه عيسى بن مريم قدّست أمّ ولدته، قد خلقت طاهرة مطهرة...."(٣). وبتأمّل الرواية ندرك أهمّية تأخير الذرّية في تمحيص الشيعة، وطمأنة الإمام للمخلصين منهم بقدوم الوليد، وكذلك تشبيهه بنبيين، هما: 1. النبيّ موسى (عليه السلام) فالق البحار: أي إنّ ولادة الإمام الجواد (عليه السلام) تشبه إعجاز فلق البحر لموسى (عليه السلام) عند تحيّر أتباعه وبيان طريق الحقّ، كذلك فرقت ولادة الإمام الجواد (عليه السلام) بين الحقّ والباطل. 2. النبيّ عيسى بن مريم (عليهما السلام) قدّست أمّ ولدته، قد خُلِقت طاهرة مطهّرة: أي التأكيد على عظمة مقام أمّ الإمام وأنّها تشبه السيّدة مريم (عليها السلام) في العفّة والطهارة والقداسة. وهذا جزء يسير من بركات إمامنا محمّد الجواد (عليها السلام) الذي لم يولد في الإسلام أعظم بركة منه. ......................................... (١) الكافي: ج١، ص٣٢٣. (٢) بحار الأنوار: ج٥٠، ص٢٠. (٣) المصدر السابق: ج٥٠، ص١٥.