رياض الزهراء العدد 178 منكم وإليكم
الخَيرُ: مَصَادِيقُهُ ودِلَالاتُهُ
لم تكن المرة الأولى التي نجتمع فيها تحت ظلال الحروف الجامعة النافعة للقلوب والأبدان؛ إشارات النور لمحالّ النور. فنحن دائمو العهد لنزيد كلّ ما فينا ولو بالبعض من موالينا الأطهار(صلوات الله عليهم). نستلّ فرصةً نحيا بها ومعها! لكن هذه المرّة كان الرزق فيها مختلفًا، فحين وصلتُ إلى : "إنْ ذُكِرَ الخَيْرُ كُنتُمْ أوَّلَهُ وَأصلَهُ وَفَرعَهُ وَمَعدِنَهُ وَمَأواهُ وَمُنتَهاهُ..."(1)، كانَ السطر غضًّا نضرًا مثل نظرائه، بل كنتُ استشعر حنوّ أنفاس قائله "سلام الله عليه" على روحي. لم أجد بُدًّا من وقفة أمرّر فيها ما تزاحم فيّ إلى مَن اجتمعتُ بهم - رِفقة الخير- تبسّمتُ قائلةً بنبضاتٍ خاشعة وعينٍ دامعة: الخير الذي نرجوه صباحًا ومساءً، الخير المتشبّث بكلّ نهايات أهدافنا، المنطلق مع كلّ خطوط آمالنا، مع كلّ تباشير (صباح الخير)، ولطافة (تصبحون على خير). إنّه مرآة وصفنا المطمئنّ: (أنا بخير)، ورجاؤنا قبل أن نفترق: (نلتقي على خير). يكادُ يكون ملازمًا لمخارج حروفنا! لكن ماذا عن دلالاته ومصاديقه؟! هل قَرَنّا ذلك بأوله وأصله وفرعه ومعدنه ومأواه ومنتهاه؟! تمتمةٌ لملمتُ بها تهميشة قلب أبصر نورًا جديدًا لسراج مولاي هادي الأمم، صاحب الكرامات الباهرات، ذي الجود والكرم (عليه السلام) في ليلة مولده المقدّس، وبين أحرف دعائه الأنفَس. ...................................... (1) الزيارة الجامعة، بحار الأنوار: ج99، ص132.