أَسَالِيبُ التَّربِيَةِ

السيد محمد الموسوي مسؤول شعبة الاستفتاءات الشرعية
عدد المشاهدات : 159

قال الله تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) (النحل: 125)، لقد فصّلت الشريعة الإسلامية أساليب التربية وقسّمتها بحسب المراحل العمرية للطفل، حيث قال نبيّنا الكريم (صلّى الله عليه وآله): "الولد سيّدٌ سبع سنين، وعبدٌ سبع سنين، ووزيرٌ سبع سنين"(1)، ففي السنوات الأولى يحتاج الطفل إلى العاطفة والرحمة والصبر، حتى ذكر لنا التأريخ أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) كان يصلّي بالناس صلاة الظهر، فخفّف في الركعتين الأخيرتين وأسرع فيهما، فلمّا انصرف، قال الناس: هل حدث في الصلاة شيء؟ فقال (صلّى الله عليه وآله): وما أدراكم؟ قالوا: خفّفتَ في الركعتين الأخيرتين، فقال (صلّى الله عليه وآله): "أَوَ ما سمعتم صراخ الصبيّ"(2)، وكذلك قال (صلّى الله عليه وآله): "مَن كان عنده صبيّ فليتصابَ له"(3)، وكذلك قال (صلّى الله عليه وآله): "أحبّوا الصبيان وارحموهم، وإذا وعدتموهم شيئًا ففوا لهم، فإنّهم لا يرون إلّا أنّكم ترزقونهم"(3). وأمّا المرحلة الثانية فهي مرحلة (العبد)، التي تبدأ من عمر سبع سنين وتستمرّ إلى أربع عشرة سنة، والعبد يتلقّى الأوامر من سيّده، وهنا يبدأ الأبوان بإصدار الأوامر للطفل من صلاة وطهارة، واستقامة وصدق ووفاء بالوعد، ومحاولة زرع الصفات النبيلة في قلبه ولو عن طريق استعمال الشدّة في ذلك؛ لأنّ العبد ليس دائمًا يكون على وفق أوامر سيّده، وهنا يدخل الأسلوب الحكيم في التربية إلى أن تأتي المرحلة الأخيرة وهي مرحلة (الوزير)، وهنا يتحوّل هذا العبد إلى وزير، فيلزم على المربّي أن يقرّبه ويصحبه ويستشيره، ويجعله بديلًا عنه في بعض الأمور، والمعنى الجامع لذلك هو أن يجعله صديقًا له، فإن أفلح بذلك كتب الله للمربّي براءة من النار، والحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين. ......................................... (1) وسائل الشيعة: ج15، ص 194. (2) المصدر السابق: ص 198. (3) المصدر السابق: ص 203. (4) المصدر السابق: ص 201.