القِيَادَةُ الإلهِيَّةُ

الشيخ حبيب الكاظمي
عدد المشاهدات : 200

مضمون السؤال: أعمل معلّمةً منذ خمسة أعوام، وأنجز عملي بتميّز، والجميع يثني على جهودي، بخاصّة في بيان مفهوم انتظار الإمام (عجّل الله فرجه) للطالبات، فبدأنا بالحديث عنه (عليه السلام)، وأهمّية الدعاء لسلامته ولفرجه الشريف، هذا بالنسبة إلى المراحل التمهيدية، وقد وصلنا إلى المرحلة الابتدائية، فما المحاور التي يمكن أن أعتمد عليها في تطوير مفهوم الانتظار لدى الطالبات؟ مضمون الردّ: وفّقكم الله تعالى لهذا النهج التربوي المتقن لخدمة الإسلام، فالبداية في مفهوم الانتظار بداية موفّقة وهو التدرّج المعلوماتي في جانب العقيدة والعبادة؛ لأنّكم هنا رسمتم ملامح قوية للقائد عن طريق الدعاء له، مراعين الفئة العمرية التي تتعاملون معها. نأتي إلى المرحلة الثانية وهي مرحلة الانتظار الصادق وتعريفه للطالبات على أنّهنّ يشبهنَ الإنسان المقاتل الذي قيل له بأنّه سيتمّ الهجوم في اليوم والساعة الكذائية، فجعله هذا الخبر في أعلى درجات الاستعداد، وبخاصّة إذا كان يعتقد بوجود القائد خلف الجبهات، فإنّه سيعدّ العدّة، وينتظر الفرصة القتالية المناسبة، وينتظر الأوامر العسكرية، وينتظر قدوم القائد الذي يعتقد بحياته، حتى إذا لم يره بعينه؛ لأنّ المخبر الصادق أخبره بوجوده. ثم نأتي إلى المحور الثاني وهو فضل يوم الجمعة وارتباطه بالإمام المنتظر (عجّل الله فرجه)، فيكون فيه تواصل الرعية بالقيادة الإلهية المتمثّلة بالبقية من الأوصياء الاثني عشر (عليهم السلام)، الذين بشّر بهم النبيّ (صلّى الله عليه وآله)، فهذا الأمر يُعدّ محطّة لشحذ همم الطالبات، فمفهوم الانتظار متضمّن لمعانٍ كثيرة، منها أنّه يكشف عن الاهتمام بأمر الإنسان، ليس فقط الاهتمام بالاستقرار الشخصي فحسب، وكذلك فيه دلالة على أنّ الانتظار عمل، لا مجرد إبداء التمنّيات والأشواق. وأمّا المحور الثالث وهو تعميق عقيدة المهدوية بأنّها عقيدة غير قابلة للانفصام عن عقيدة الإمامة التي تطرح ثمارها في مجتمع يتحلّى بالأمل في النفوس باعتقادها بوجود قائد حيّ بيننا، لكن هناك بعض الظروف الموضوعية التي حالت بينه وبين اللقاء بالقاعدة.