(يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ)

إيمان صالح الطيّف
عدد المشاهدات : 218

مشيئة الله تعالى اقتضت توقّف الحياة على سطح الكرة الأرضية على وجود الماء والشمس والهواء، وكذلك اقتضت مشيئته تعالى أن يتوقّف النظام الكوني على وجود النبيّ والإمام وجودًا واستمرارًا. فمثلما أنّ الشمس تنير الأرض وتمنحها الدفء، والماء يحيي الأرض وينبت الزرع، فكذلك الإمام يبعث النور في روح البشر، فيخرجهم من ظلمات الجهل والضلالة إلى نور الهداية، لقد جعل الله للبشرية قائدًا لإنقاذها وهدايتها في كلّ عصر وزمان لقوله تعالى: (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ) (الإسراء: 71). إنّ الارتباط بين القيادة والناس في هذا العالم سوف ينعكس بشكل كامل في العالم الآخر وقد سُئل الإمام الباقر (عليه السلام): "لأيّ شيء يُحتاج إلى النبيّ (صلّى الله عليه وآله) والإمام؟ فقال: لبقاء العالم على صلاحه، وذلك إنّ الله عزّ وجلّ يرفع العذاب عن أهل الأرض إذا كان فيها نبيّ أو إمام"(1). وقال الله تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ) (الأنفال: 33)، واليوم نرى انقلاب الموازين وتبدّل الحقائق، فمعالم الدين والأخلاق والمبادئ الإنسانية تضيع بسبب حبّ الدنيا والصراع عليها، وكثرة أعداء الإسلام والمتربّصين به، وشدّة مكرهم. أمّا المتمسّكون بالإسلام والعاملون به فقليلون غرباء بين الناس، فهم في وادٍ والناس في وادٍ آخر، وهذا ما أشار إليه رسولنا الكريم محمّد (صلّى الله عليه وآله): "بدأ الإسلام غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء"(2). إنّ الأدلّة العقلية إضافة إلى الأدلّة النقلية من القرآن الكريم والسنّة الشريفة كلّها تؤكّد على وجود الإمام (عجّل الله فرجه)، وضرورة ظهوره في آخر الزمان ليقيم دولة العدل الإلهي. فالإمامة تعني الإيصال إلى المطلوب، وتحقيق روح الدين وتطبيق المناهج التربوية في النفوس المستعدّة للهداية؛ لتكون من أتباع الإمام (عليه السلام) عند ظهوره، فهو طريقنا إلى الكمال. ................................. (1) بحار الأنوار: ج23، ص 19. (2) المصدر السابق: ج52، ص 191. الأسئلة: س1: مَن القائل: "بنا أنقذكم الله عزّ وجلّ، وبنا هداكم الله، ونحن والله دللناكم على ربّكم"؟ (1) الإمام الباقر (عليه السلام). (2) الإمام الصادق (عليه السلام). (3) الإمام الرضا (عليه السلام). س2: أكملي الحديث الشريف: رُوي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: "لو بقيت الأرض بغير إمام ....". (1) لساخت. (2) لاهتزّت. (3) لاضطربت. أجوبة موضوع: (الحمد لله الذي منّ علينا بنبيّه محمّد صلّى الله عليه وآله) ج1/ خطر طمس هويته الثقافية التي من أهمّ ركائزها الدين الإسلامي الحنيف. ج2/ الإمام السجّاد (عليه السلام).