رياض الزهراء العدد 179 لحياة أفضل
سَلامٌ
كثيرًا ما تجد أنّكَ وقعتَ في البلاء في كيفية التعايش والتناغم مع شخص يراقب كلّ تحركاتكَ، قد يكون من أقاربكَ، أو قد يكون موجودًا بشكل دائم في العمل، فهو يعكّر صفو حياتكَ فيكون ذا خَطر جسيم، لأنّه يعرف كلّ نقاط ضعفكَ، وفي لحظة يشعل فتيل الغضب كالنار في الهشيم، ثم يتحوّل شوكة في البلعوم، لا تستطيع بلعها أو إخراجها، وفي بعض الأحيان تحتاج إلى تدخّل طبيب كي ينقذكَ من هذا المأزق. السؤال: كيف تتعامل مع شخص كهذا بطريقة لا تحوّله إلى عدوّ؟ وكيف تضع له خطًا أحمر كي لا يتجاوزه؟ أولًا: لا تدعه يستفزّك، فهناك قصّة عن شخص حاول إغضاب أحد العلماء، فأرسل له رسالة يصفه فيها بأنّه كلب - أجلّكم الله - وكان جواب العالم له ردًّا على رسالته: "لقد وقفتُ أمام المرآة، ولم أجد أنّ لي ذيلًا كذيل الكلب، أو أذنًا كأذنه"، يُقال إنّ الشخص بُهت ممّا قاله العالم. ثانيًا: لا تتملّق له، فهو إمّا حاسد أو حاقد، فلا تتعب نفسكَ وتقول: أتملّق له ليكفّ شرّه عنّي. ثالثًا: لا تواجهه، ابتعد عنه بقدر ما تستطيع، لا تجلس معه في مكان واحد، حاول تجنّبه قدر الإمكان. رابعًا: الاقتصار على السلام بكلامكَ معه، والإجابة على قدر السؤال، ولا تقحم نفسكَ في نقاش معه أبدًا. خامسًا: إن عاتبكَ فلا تبرّر له فلن ينفع تبريركَ بشيء؛ لأنّه متيقّن بأنّكَ مخطئ، وقل له: لن أفعل ذلك مجدّدًا، إن لم يكن في حديثه تهمة لكَ طبعًا، فإن كانت هناك تهمة، فأجب بمقدار الدفاع عن نفسكَ. اعلم أنّ شخصّا كهذا هو الخاسر، فقد جنّد كلّ طاقته لتفقد أنتَ صحّتكَ ولا تعيش في راحة، لكن فوّتْ عليه هذه الفرصة ليواجه ما كاد لكَ، أنتَ المظلوم وسوف ينصركَ الله عليه، وفي الوقت ذاته ستكسب ودّ كلّ مَن حولكَ، وسوف يعلم الجميع أنّه شخص مؤذٍ، وما يقوله عنكَ هو محض افتراء وأباطيل، وقد يتجنّبه الآخرون، وهذا أول عقاب إلهي له نتيجةَ أفعاله السيئة، اصبر فقط، فإنّ الله مع الصابرين. ...................................... (1) مشكاة الأنوار: ج1، ص129.