الكَتكُوتُ المَغرُور


عدد المشاهدات : 194

صَوْصَوْ كتكوت شقي، على الرغم من صغر سنّه إلّا أنه يعاكس إخوته، ولا يطيق البقاء في المنزل، وأمه تحذره من الخروج وحده، حتى لا تؤذيه الحيوانات والطيور الكبيرة. غافل صَوْصَوْ أمّه وخرج من المنزل وحده، وقال في نفسه: سأثبت لأمي أني شجاع وجريء. فقابل في طريقه الوزّة الكبيرة، فوقف أمامها ثابتاً، وقال لها: أنا لا أخافك، وسار في طريقه وقابل الكلب، ووقف أمامه وقال: أنا لا أخافك. ثم سارَ حتى قابل الحمار وقال له: صحيح أنك أكبر من الكلب، ولكني كما ترى لا أخافك. ثم قابل بعد ذلك الجمل، فناداه بأعلى صوته وقال: أنت أيها الجمل أكبر من الوزة والكلب والحمار، ولكني لا أخافك. سار كتكوت مسروراً بجرأته وشجاعته، فكلّ الطيور والحيوانات التي قابلها انصرفت عنه ولم تؤذه، لأنها أشفقت عليه، ومرّ على بيت النحل، فدخله ثابتاً مطمئناً، وفجأة سمع طنيناً مزعجاً، وهجمت عليه نحلة صغيرة، ولسعته بإبرتها في رأسه، فجرى مسرعاً وهي تلاحقه، حتى دخل المنزل، وأغلق الباب على نفسه. قالت أم صَوْصَوْ له: ما بك يا ولدي؟ فقال وهو يلهث: لقد تحدّيت الحيوانات الكبيرة وخافت مني، ولكن هذه النحلة الصغيرة عرّفتني قدر نفسي. فقالت له أمه: لقد أوقعك غرورك في هذا، فالحيوانات الكبيرة أشفقت عليك ولم تخف منك، أمّا النحل فقد دافع عن بيته ولقنّك درساً لن تنساه.