سَوِيٌّ

رسل عبد السلام الأسديّ/ بغداد
عدد المشاهدات : 127

خُلقنا جميعًا متساوين في الخلق إلّا ما ندر لظروف معينة، أو لرسالة سامية من الباري سبحانه وتعالى، وأيضًا خُلقنا بأحسن صورة بغضّ النظر عن اختلاف أشكالنا وألواننا، ولكنّنا متباينون في المعيشة والحياة، ويتفاوت ذلك التباين من عائلة إلى أخرى، ومن بيئة إلى ثانية، فيصدر منّا الخير وقد نصاب بخيبات الشرّ، وتلك التدرّجات ناتجة عن المحيط الذي وُلدنا فيه، سواء كان ذلك المحيط يحثّ على الخير والسلام، أو على الشرّ والخصام. وفي الكثير من الأحيان لا يستطيع الإنسان أن يختار البيئة التي تناسبه أو التي يودّ إكمال حياته فيها، ولكنّه مخيّر وقادر على تحسين تلك البيئة بما يتناسب مع تطلّعاته وما يودّ، ولا بدّ من أن يكون ذلك تحت ظلّ الالتزام الديني، ولأنّنا لا نستطيع أن نوفّر لأنفسنا المحيط المناسب لكونه فُرِض علينا، وسيُفرض مستقبلًا على أولادنا، يجب علينا مراعاة عدّة نقاط لا بدّ من اتباعها لنضمن بيئة مناسبة لإنسان سويّ تساعده كثيرًا في تحسين حياته والسير في الطريق الصحيح، والأهمّ أن لا تؤثر في مَن حوله أو تؤذيهم. وتلك النقاط هي: • اختيار شريك الحياة المناسب المتكامل أخلاقيًا لضمان تربية طفل سليم أخلاقيًا ولا يعاني من انتكاسات في طباعه أو مشاكل خلقية، ولضمان نشوء جيل قائم على السلامة النفسية، ولا بدّ من أن يكون ذلك الاختيار مراعيًا للأسس التي نصّها الإسلام في اختيار الزوج أو الزوجة الصالحيْنِ مثلما بيّن الله عز ّوجلّ في محكم آياته: (وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ) (البقرة: 221). ولا يعتمد ذلك على الدخل المادي، وإنّما يجب أن يُبنى على مبادئ أخلاقية وتفكير سليم، وطباع محبّبة. • إعطاء المساحة المناسبة لذلك الشخص لفعل ما يحقّ له من حريات، وبالطريقة التي يحبّ ويرى أنّها مناسبة له حتى وإن تعرّض للخطأ فيجب احترام رأيه وأفعاله وأنّه بشر خطّاء، بل من الأفضل أن نساعده في تجاوز الأخطاء وتعديلها، والأهمّ من ذلك توضيح أسباب ما عليه من واجبات، وإخباره بفوائد تلك الواجبات التي عليه القيام بها ومساوئ تركها، فكثير من الأحيان نجد نبرةً من الإجبار لمَن يقع عليه الفعل، ومن ثمّ سيساعد ذلك في الكره، بل وسيحفّزه على تجاهل الأمور. • أجمل ما قد يقوم به الإنسان في هذه الدنيا هو أن يوفّر لذويه التوعية الدينية التي تسهم كثيرًا في بناء شخصيتهم، وحثّهم على الصلاح والاستمرار في السعي لمرضاة الله عزّ وجلّ. • علينا إصلاح أنفسنا قبل أن نحاول إصلاح الآخرين، فبعد أن تعملي على تحسين ذاتكِ سوف تحفّزين كلّ مَن حولكِ على أن يحذو حذوكِ، والسير في الطريق الذي اخترتِه، وتذكّري دومًا أنّ أطفالنا لا يتعلّمون منّا، بل يقلّدوننا.