رياض الزهراء العدد 179 الملف التعليمي
إِدارَةُ الصَّفِّ ومَهَارَةُ التَّواصُلِ الفَعَّالِ بينَ المُعَلِّمِ والتِّلميذِ
باقة من اللمسات التربوية والنشاطات العلمية والعملية يقوم بها المعلّم في أثناء إدارته للصفّ، حيث يسعى عن طريقها إلى تحقيق القيادة والتنظيم في داخل الفصل الدراسي والقاعة الدراسية، وخلق جوّ دراسي وبيئة تربوية وتعليمية مناسبة، يقوم فيها بتوجيه المتعلّمين نحو هدف مشترك يتمّ عبر التنسيق واستثمار الطاقات والقدرات المعطاء لديهم؛ للحصول على أفضل النتائج، والوصول إلى مراتب مرضية يتحلّى صانعوها بمحاسن الأخلاق، وتطوير الذات، والانضباط الشخصي داخل الصفّ، والمحافظة على النظام والتعاون وتحمّل المسؤولية، وتبادل المعلومات، وطرح الأفكار والمقترحات، والمشاركة في العملية التربوية. ومن الجدير بالذكر أنّ الإدارة الصفّية الناجحة ذات الكفاءة المهنية، لها دور بارز ومهمّ في استثمار الوقت وإدارته، وتوظيف الجهود والإمكانات المعرفية ومستوى الخبرات لدى التلاميذ المتواجدين داخل القاعة الدراسية، ورصد الفروق الفردية بينهم، ولا يقتصر أسلوب رفع الكفاءة الإدارية للمعلّم على تهيئة الدرس وتعريف التلاميذ بأهمّ الأهداف السلوكية التي تتضمّن محتوى المنهج والموضوع الدراسي، بل يشمل وضع فقرة مميّزة في إدارة الصفّ تعنى بالاهتمام بالصحّة البدنية والنفسية وتحسينهما، ومتابعة الحالة الاجتماعية للتلاميذ، ومناقشتهم وفسح المجال للحوار عن طريق طرح الأسئلة، وتجاذب أطراف الحديث معهم وتبادل الأدوار، ومن ثمّ تقييم أداء المتعلّمين في أثناء الدرس. ويقدّم المعلّم التغذية الراجعة الخاصّة بالمادّة الدراسية، ويأخذ على عاتقه المعاملة الحسنة والإحسان إلى الجميع والاهتمام بهم، وطرح المعلومة بشكل سلس ومبسّط، والعمل على تطبيق التعزيز المعنوي وتقديم الهدايا، وتحفيز المشاركة والإجابة الصحيحة، وصقل المواهب المميّزة التي يتمتّع بها المتعلّمون، وإسداء النصائح والإرشادات لهم، والسعي إلى تطويرها في المستقبل. ولا بدّ للمعلّم من القيام ببعض الإجرءات داخل الصفّ، منها العمل بجدّ وإخلاص، وإثارة الحماس في نفوس التلاميذ، والانتقالة المتسلسلة والمناسبة عبر نبرات الصوت في أثناء الإلقاء، مع مراعاة تنويع المثيرات التي تشمل الحركات والأفعال وطرائق التدريس، وذلك بهدف تنشيط الذاكرة، وضمان التفاعل والاندماج الواعي بين صفوف المتعلّمين .