مَا عُمرُكِ إلّا دَقائِقُ

ولاء عطشان الموسوي/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 153

نسير في الحياة نتطلّع لأيامها، نحير بأمرنا، تُرى هل جميعنا جعل أمامه هدفه وعرف غاية وجوده؟! تتسرّب الأيام من بين أيدينا، وفي لحظة ما يُختزل الوجود. ما الذي حقّقناه؟ إلى أيّ شيء نريد الوصول؟ وهل تدبّرنا فيما نحن عليه وما سنكون؟ لماذا نحن في هذه الدنيا، وهل هي الحياة المرجوّة أم أنّها مرحلة للعبور. كلّ ذلك يحتاج منّا إلى خلوة مع النفس للتفكّر في ما آلت إليه أمورنا. بعد أن فكّرنا في غاية وجودنا في هذه الدنيا وبما ستؤول إليه الأمور، هل حدّدنا هدفًا ونقطة ننطلق منها لنحقّق أصل وجودنا؟ لنترك بصماتنا ولا نكون مجرّد رقم عابر لا قيمة له؟ يقول الإمام زين العابدين (عليه السلام) في دعاء مكارم الأخلاق: "...استعملني فيما خلقتني له..."(1)، فهو يطلب من الله تعالى أن تكون حياته كلّها فيما خُلِق له، ولا يضيع الوقت سدى. في هذه العبارة يشير (عليه السلام) إلى أهمّية الوقت، وضرورة استثمار أيام العمر المعدودة فيما يبني الإنسان، ويرتقي به نحو العلا، فوجود الإنسان في هذه الحياة جعله سبحانه مميّزًا لقيمته العالية التي عليه أن يقدّرها، فيقضي دقائقه بما ينفعه ويقوّيه، ولا يركن لتفاهات قد يضيع بها كلّ عمره هباءً، فيرحل وكأنّه لم يعش يومًا. لذا يُقال: الوقت كالسيف، إن لم تقطعه قطعكَ. وما أجمل أن يطلب العبد في دعائه بأن يكون وجوده في الدنيا فيما خُلِق له، فعلى كلّ فرد معرفة غاية وجوده؛ ليسعى لأن يقضي دقائقه فيما وُجِد من أجله. ........................................ (1) الصحيفة السجّادية: ص110.