رياض الزهراء العدد 179 منكم وإليكم
شَبيهُ عَظيمِ البَشرِيَّةِ
بين مغريات الحياة وزهرة العمر والشباب، كثيرنا يقع في زينة الحياة وما تشتهيه الأنفس من الملذّات، وقليلنا مَن قد ينظر إلى الحياة على أنّها دارٌ مؤقتة، إنّما حللنا فيها لنعدّ عدّتنا لدار القرار. يبتدئ عمر الإنسان من نعومة أظفاره بين عناية والديه، وكلّما كبر تكون عناية الله تعالى هي الأهمّ في إحاطته، وعليه أن يحاسب نفسه على كلّ موقفٍ مهما كان صغيرًا؛ لأنّ مجرد فكرة أن تكون نظرة الله دائمًا علينا على مدار الأيام والسنين والعمر، كافية بأن نخشى ارتكاب ذرّة من المعصية، قد نقع في بعض الأخطاء، لكن باستطاعتنا أن نرجع إلى الله بالتوبة والاستغفار، ولهذا قد عُرِف عن ربّ العزّة بالمغفرة لكلّ عاصٍ. ولنا في عليّ الأكبر (عليه السلام) أسوة حسنة، ونحن نعيش ذكرى ولادته المباركة، عاش حياته قريبًا من والده الحسين (عليه السلام)، واصطبغت حياته كلّها بطاعة الله تعالى، فبلغ المراتب العليا ونال وسام الشهادة بين يدي الإمام المعصوم في واقعة الطفّ العظيمة، وتخلّد ذكره وجهاده مدى الدهر على الرغم من صغر سنّه - صلوات الله عليه ـ وذكّر الناس ببطولات جدّه أمير المؤمنين (عليه السلام) وصولاته حينما قتل مقتلةً عظيمة من حزب الشيطان في واقعة كربلاء، ولولا العطش والحصار المخيّم عليهم لما أبقى منهم باقية، فالسلام عليه يوم وُلِد فأنار العالم بطلّته المباركة، ويوم استُشهد وحين يبعث حيًا.