رياض الزهراء العدد 83 آفاق علمية
طَائِرُ البَجَعِ وأَسرَارُهُ
تجمع هذه الرتبة الطيور المائية ذات الحجم الكبير التي تتغذى على الأسماك. إن الطيور ذات الأقدام المجاديف هي الطيور الوحيدة التي تملك أقداماً تتصل أصابعها الأربع بغشاء واحد, حيث إن الإصبع الخلفي يبتعد قليلاً نحو الأمام والداخل. يعدّ طائر البجع أحد أروع المخلوقات التي تعيش على سطح الأرض، فهو يمتاز بضخامته وطول أجنحته التي قد تصل إلى 10 أقدام (3 أمتار تقريباً)، وعلى الرغم من ضخامته إلّا أن الله وهبها عظاماً مجوَّفة وخفيفة تمكنها من أن تطير وتحلّق إلى مرتفعات عالية تصل إلى أكثر من 10 ألاف قدم (3 آلاف متر) في ضمن التيارات الدافئة. هناك ثمانية أنواع من طائر البجع التي تتواجد في جميع القارات والمناطق الدافئة حول العالم باستثناء القارة القطبية الجنوبية، فتعيش معظمها حول السواحل ومصبات الأنهار، حيث تتغذى على كلّ شيء تقريباً مثل الأسماك, والقشريات, والسلاحف, والشراغف. حتى إنها إن كانت جائعة ويائسة فيمكنها أن تقوم بابتلاع أحد طيور النورس. وتمتاز بكونها ذات مناقير مختلفة ومتنوعة, فهي إمّا مستقيمة ومخروطية حادة، أو معقوفة عند النهاية, أو عريضة مسطحة, ذات كيس جلدي مرن يشبه المطاط شديد الامتداد لا يكسو الريش جلدته, يقع أسفل منقاره الذي يستخدمه بجرف الأسماك من الماء، ويستخدمه أيضاً كمخزن لتخزين عدة كيلو غرامات من الطعام ليأكلها أو يطعمها لصغاره بعد هضمها، والذيل عند البجع قصير ومستدير وطري. تَصطاد طيور البجع بطرائق مختلفة, وذلك بحسب نوعها, فهناك أنواع تَصطاد بمجموعات مع بعضها بعض، وهناك أنواع تَصطاد بغمس أكياسها تحت الماء لالتقاط الأسماك، ومنها ما يقوم بالغوص بشكل كامل تحت الماء أيضاً لالتقاط الأسماك. يمتلك طائر البجع أكياساً هوائية تقع تحت جلد الصدر, والحنجرة, والثدي, وتحت أجنحتها التي ترتبط بنظامها التنفسي، والتي تساعد على الحفاظ على طيور البجع عند غوصها تحت الماء، وذلك بتخفيف تشنّج ريش البطن عند اصطدام جسم البجع بسطح الماء. ويُساعد على جعل ريش الطائر أكثر فعالية للعزل الحراري أيضاً. ومن المثير في حياة طائر البجع والغريب أيضاً طريقة تدفئته لبيضه, فعادةً تقوم معظم الطيور بتدفئة بيضها عن طريق جلد صدرها، لكن البجع يقوم بالوقوف على البيض وتدفئته بأرجله القصيرة.. ويبلغ عدد البيض من بيضة واحدة إلى ست بيضات في العش الواحد، ومن الطريف والغريب أيضاً في طائر البجع مشيته المضحكة والبطيئة بحكم قصر أرجله. حياة طائر البجع معرضة للتهديد الدائم, وقد أخذت بالتناقص في أعدادها بسبب حساسيتها الشديدة بما يحيط بها من مخاطر تؤثر في مصادر طعامها وموارده بسبب التلوث.