لِمَاذا سُمِّيَ الإنسانُ إِنسانًا؟

زينب خليل آل بريهي/ كندا
عدد المشاهدات : 443

قيل سُمّي إنسانًا لكثرة نسيانه، في لحظة لم يلقَ بها بابًا للهروب، فينسى آلامه التي تحوّلت إلى أنامل يكتب بها، وينسى أحزانه التي طُبعت فوق الجدران، وينسى أفراحه ومسرّاته التي ضاعت بين الصور، وينسى أهدافه وطموحاته بعدما غالب أمواج هذه الدنيا، وأحيانًا ينسى التفاصيل المهمّة، وغير المهمّة في بعض الأحيان، لكن ماذا لو نسي نفسه؟! ماذا لو نسي قيمه ومبادئه؟! نحن نجري في هذه الدنيا ونتقلّب بين طريق النور وبين طريق الضلالة الذي يحاول أن يجرّنا إليه، ونحن نحاول الوصول حتى لا نفقد عامًا آخر من حياتنا، نحاول أن نتمسّك بجادّة الصواب، ولكنّنا في أحيان كثيرة ننسى دافع الانطلاق!! ننسى أنّ لكلّ طريق نجاحًا وفشلًا، وننسى أنّ للحياة انعطافات كثيرة، فيها الصواب وفيها الضلال، قد نغرق في أعماقنا ونحن نحاول الوصول، والسؤال هو: كيف نسير؟ كيف نحسب الخطوات؟ كيف نفرّق بين أشكال الطرق الملتوية؟ وإلى أين نريد الوصول؟ هذه التساؤلات تدفعنا إلى مراجعة أنفسنا وأهوائنا حتى نصل إلى مرحلة فقد العزيمة، فنجد أنفسنا نتخبّط في دوّامة الأفكار، نحاول أن نتسلّق جبل النجاة متمسّكين بالقرآن الكريم. ربّما تخبو الهمّة أحيانًا، ونفقد أجزاءً من شخصيتنا، وتختلف علينا الطرق بأشكالها وأوقاتها، متسائلين عن جدوى ما نفعل. نسير بلا هوادة، نبحث عن علاج جذري للخروج من محنتنا وضياعنا، ونحن نحترق بنيران الحيرة، وفجأة! تنتشلنا يد خضراء، تحمل معاني كثيرةً ومبطّنةً، بعضها يكون آية نسمعها فنستفيق من غفلتنا، وبعضها يكون دعوة صادقة رُفعت إلى السماء، وبعضها يكون سطرًا من كتاب لكاتب غريب العرق والوطن، وتبدأ رحلة التذكير فتحتلّ مكانًا في أرواحنا، فنحيا من جديد، وتجعلنا أكثر وعيًا وإدراكًا لما يحدث من حولنا، حتى نبدأ من جديد، أو نكمل ما بدأناه في أيام الحياة.