أَثَرُ إدارَةِ الوَقتِ فِي الصِّحَّةِ النَّفسِيَّةِ لِلفَردِ


عدد المشاهدات : 117

هل تشعرين دائمًا بأنّه ليس لديكِ ما يكفي من الوقت للقيام بالمهامّ الضرورية في حياتكِ؟ وتتساءلين: على الرغم من أنّ كلّ الناس لديها 24 ساعة في اليوم، ولكن دائمًا ما نجد بعض الناس ينجزون الكثير من الأعمال، بينما البعض الآخر يكاد لا ينجز شيئًا في هذا الوقت نفسه؟ والسرّ الحقيقي وراء ذلك يعود إلى إدارة الوقت والقدرة على استخدامه بشكل منتج وفعّال. إنّ للوقت خصائص عديدة، منها أنّه أغلى ما يملكه الإنسان وأثمنه ولا يمكن تعويضه، وأنّه يمضي سريعًا، وأنّ ما مضى منه لن يعود، وأنّ لتعلّم الطريقة الصحيحة لإدارته فوائد متنوّعة، منها تقديم المزيد من الإنتاجية والفاعلية، وفرص التقدّم بالعمل، وفرص تحقيق الأهداف في الحياة الاجتماعية والعملية، أمّا عواقب إدارته بشكل خاطئ فهي عدم القدرة على إكمال العمل، وستكون جودة العمل سيئة، وتؤدّي إلى مستويات عالية من الضغط العصبي على المستوى العملي والاجتماعي. إنّ إدارة الوقت تكون إمّا بصورة فردية إذ يعمل الإنسان على تنظيم وقته بنفسه، وذلك عن طريق وضع أوقات مناسبة لإنجاز الأعمال، أو تكون بصورة جماعية أو (مؤسّسية)، إذ تعمل الشركة أو المؤسّسة على إدارة وقت تنفيذ أعمالها وفقًا لترتيبات خاصّة عن طريق وسيلتين، هما: • الوسيلة التقنية التي عن طريقها يمكن لها تحديد أولويات العمل، ورسم جداول تُسهم في إنجاز جميع الخطط التي تُطلب منه. • الوسيلة الفردية وهو طلب الفرد المساعدة من أشخاص آخرين لتنظيم الأعمال وجدولتها كالسكرتير. هناك مهارات أساسية عديدة يجب تعلّمها لإدارة الوقت بشكل منتج وفعّال، وهي التخطيط وترتيب الأولويات عن طريق تدوين المهامّ التي يجب علينا إنجازها من حيث الأهمّية، وتفويض شخص مناسب مع وضع سقف زمني لكلّ مهمّة، والالتزام به وعدم القيام بأكثر من مهمّة في الوقت نفسه، والقدرة على قول (لا)، وعدم الموافقة على القيام بعمل قبل التأكّد من كونه مهمًّا، وضرورة الاستمتاع بالوقت في كلّ الأحوال مع الحرص على التخطيط للراحة والترويح عن النفس عن طريق وضع جدول للمهامّ، وعدم الإفراط في العمل الذي قد يؤدّي إلى استهلاك الفرد جسديًا ونفسيًا؛ لأنّ التعرّض المستمرّ للتوتّر والضغط النفسي الناتج عن عدم تنظيم الوقت يؤدّي إلى الرغبة في النوم والشعور الدائم بالصداع والتعب والإجهاد الذي يؤثر في مستوى التركيز، ويضعف الذاكرة، ويزيد من مستوى الكورتيزول في الجسم، وهو الهرمون الذي يتحكّم بالعديد من وظائف الجسم كالتمثيل الغذائي، وارتفاع هذا الهرمون الناتج عن زيادة التوتّر، يزيد من فرص الإصابة بارتفاع ضغط الدم والأزمات القلبية والسكّري، وحدوث التقلّبات المزاجية التي تظهر بصورة العصبية، والميل إلى الحزن والاكتئاب، وتشتّت الانتباه، وصعوبة التركيز والقلق، وكلّما زاد الشعور بالقلق والتوتّر، زاد التفكير والخوف، وقد يؤدّي إلى الانهيار العصبي، وأحيانًا يشعر الإنسان بأنّه بلا قيمة في الحياة، ويشعر بالذنب والغضب، وقد ينتهي أمره إلى حدوث الأفكار المتزاحمة، ويبدأ بالتفكير في الانتحار. فالوقت أغلى ما يملكه الفرد، وإدارته هي بداية الصعود إلى القمّة؛ لأنّها تؤثر فيه وفي أسرته ومجتمعه.