فِي مَداراتِ الشَّمسِ
شمس تلاها نورها فرقانا.. ركعت لها شمس الدنى عرفانا.. النور منها سكّري سائغ.. الورد يشرب لبّه جذلانا.. وجدائل التحنان حين تعسجدت.. خلف السحاب تنزّلت قرآنا.. سُقيت بنور الله من قلب الهدى.. وتسنبلت في بعدنا عقيانا.. والشمس قد صنعت بحبّات السنا.. أقراص أمن تشبع الحيرانا.. لولا ضِياها الكون طرًا لم يكن.. شيئًا ليذكر في المدى لو كانا.. الغيم حار بكنه شمسكَ يا أبي.. الضوء منها طرّز الأزمانا.. في غيهب البلوى ضجّت أبوّة.. وتجوهر المعنى بنا ألوانا.. وتدير في الأكوان من لطف المدى.. طرفًا خفيًا حانيًا ريّانا.. اغسل بماء الشمس رين قلوبنا.. واملأ دروب عروجنا ريحانا.. الأرض تنتظر الضياء بلهفة.. ونواكَ حزن أقرح الأجفانا.. صلّت على درب الوصال حنينها.. سحّت دموعًا قد جرت ألحانا.. فاخلقْ من الطين المذهّب والهوى.. جنحان تستحثّ ولانا.. وانفخ ضياء الروح في أجداثنا.. ليطير كلٌّ هائمًا نشوانا.. لنكون في صفّ الحواريين إذ.. نفديكَ يا مهديّ في لقيانا..