رياض الزهراء العدد 180 همسات روحية
الغَضَبُ وَعِلَاجُهُ
مضمون السؤال: من الأمور التي يُبتلى بها الإنسان من ذكر أو أنثى هي مسألة الغضب، فالحياة لا تخلو من مثيرات للغضب، فقد يغضب الإنسان من أيّ شيء يراه أو يسمعه ولا يرضيه، ومن الطبيعي أنّ الإنسان لا يرضى عن كثير من الأقوال والأفعال، فما الآلية التي يمكن أن نتبعها فيما إذا كان الموقف يسبّب الغضب مع الأرحام؟ مضمون الردّ: أئمة أهل البيت (عليهم السلام) يبيّنون لنا آليات العمل، فعن أبي جعفر (عليه السلام) أنّه قال: "إنّ الرجل ليغضب فما يرضى أبدًا حتى يدخل النار.. فأيّما رجل غضب على قوم وهو قائم، فليجلس من فوره ذلك؛ فإنّه سيذهب عنه رجز الشيطان"(1). تغيير الحالة: الإمام (عليه السلام) ذكر مثالًا، وإلّا فإنّ الخروج إلى الحديقة، أو الاغتسال، أو الوضوء هي أيضًا من المصاديق، فالمهمّ أن لا يبقى الشخص في مجلس واحد مع مَن غضب عليه. لمس الأرحام: إنّ الذي يغيّر حالته في أثناء الغضب يذهب عنه رجس الشيطان، أي إذا اختلف الإنسان مع شريكه أو صديقه، ولكن إذا غضب على أحد من أرحامه مثل الأمّ أو الأب أو الأخ، فالعمل يكون بما ورد عن الإمام أبي جعفر (عليه السلام) أنّه قال: "... فأيّما رجل غضب على ذي رحم، فليدنُ منه فليمسّه؛ فإنّ الرحم إذا مُسّت سكنت"(2)، أمّا بالنسبة إلى الزوجة، فهي ليست من الأرحام، ولكن لا ننسى المودّة والرحمة بينهما. إنّ الإنسان عندما يغضب فعليه أن يدخل هذا الغضب في المختبر، فإن كان إلهيًا فليغضب بالطريقة التي يرضى عنها الله (عزّ وجلّ)، وإن كان شيطانيًا فليكظم غيظه، فإن فعل ذلك فسيُعطى جائزة وهي حلاوة الإيمان في قلبه، فعن النبيّ (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: "ومَن كظم غيظًا، ملأ الله جوفه إيمانًا"(3)، والجائزة الأخرى أنّ الله (عزّ وجلّ) لا يُحلّ عليه غضبه. ...................... (1) الكافي: ج2، ص٣٠٢. (2) المصدر السابق. (3) ميزان الحكمة: ج3، ص 2267.