رياض الزهراء العدد 180 همسات روحية
طُرُقٌ مُتعِبَةٌ
كان عليّ أن أرحل.. أن ألملم فتات ما تبقّى منّي، كان يجب أن لا أبقى.. لكن أيامي علقت بالعمر الذي كُتب.. ولأنّي أخجل من اليأس ومنكَ إلهي.. فكيف يرحل مَن له ربّ مثلكَ؟! كيف عساي أن أتخلّى عن هذا العالم وأعود إليكَ؟ ماذا أصنع؟ فكلّ الطرق متعبة.. يا غوثي.. يا أماني.. ما أحوجني إليكَ.. إلهي.. أصلح ما أفسده الدهر من عمري.. عوّضني عن مرارة الأيام.. أبعدتني عنكَ خطواتي، فأعدني إليكَ.. لكنّني يا الله تعبتُ.. وأنا أعيش الفقد، أعد كلماتي حرفًا بجانب الآخر.. أعترف بأَنّي من دونكَ أُصارع الحياة بقلبي اليتيم.. وبداخلي من الذنوب ما يحجبني عن معرفتكَ.. أُحصي المسافة بين كلمة وأخرى.. علّني أجد معناها، فلا أصل.. أُضمّد محاولاتي في التقرّب إليكَ والتحدّث معكَ.. لكن من خجلي أصمتُ.. إلّا أنّني أحتاجكَ.. بحجم الأسى الذي يسكنني.. والقلق الذي يهزّ أوردتي.. إلى مَن أذهب بقلبي المفجوع؟.. ليس لي من منقذ سواكَ إلهي..