فَرَضَ اللّهُ الصِّيامَ تَثبِيتًا للإخلاصِ

إيمان صالح الطيّف
عدد المشاهدات : 399

قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة: 183)، الصيام عبارة عن الإمساك عن المفطرات من أول الفجر إلى المغرب الشرعي مع نيّة القربة إلى الله تعالى، فهو امتحان واختبار لمدى إخلاص العباد وطاعتهم لله تعالى، أي تخلّص النيّة من جميع مراتب الشرك والرياء؛ لأنّ النيّة هي الإرادة الباعثة نحو العمل الصالح والخالص لله تعالى. رُوي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: "الصوم عبادة بين العبد وخالقه، لا يطّلع عليها غيره"(1)، فكلّ العبادات تشتمل على ظواهر وشكليات معينة تبدو على مَن يقوم بها، بينما الصوم هو عملية إمساك عن المباحات، لا يعلم بها إلّا الله تعالى، فالإنسان يستطيع أن يتظاهر بالصوم ويرتكب المفطرات. وفي رواية عن مولاتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) أنّها قالت: "فرض الله الصيام تثبيتًا للإخلاص"(2). الإخلاص معناه صدق العبد في توجّهه إلى الله تعالى باعتقاد وعبادة لا يريد بها رياءً ولا سمعةً، ولا مدحًا من الناس. ولو تأمّلنا في أسئلة الناس الفقهية، لوجدنا أنّ البعض فاته الصيام لعذر ويستطيع القضاء، لكنّه يريد أن يدفع مبلغًا من المال بدلًا عن الصيام، والبعض الآخر من الطلاب يدّعي بأنّه مشغول بالدراسة ولا يستطيع الصوم، وغيرها من الأعذار ممّا يدلّ على نيّة التهرّب من فريضة الصيام، وقد قال الله تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) (الأنعام: 162)، أي أنا أحيا لله وله أموت، وكلّ هدفي وحبّي، بل كلّ وجودي لله ربّ العالمين. فالإنسان المؤمن لا بدّ من أن تكون حركاته وسكناته خالصة لله وفي محبّته؛ لأنّ كلّ الأعمال والعبادات والطاعات التي يؤدّيها العبد لا تقدّر بما يمنحه الله لعباده، إضافة إلى أنّ الله (عزّ وجلّ) يمنح على ذلك الأجر والثواب. إذن الصيام عملية تدريبية نحو التكامل بتوجيه القصد والعزم في العمل للتقرّب إلى الله سبحانه وتعالى. .................................................. (1) شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد: ج20، ص296. (2) ميزان الحكمة: ج2، ص1685. الأسئلة: س1/ رُوي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: "علامة المُخلِص أربعة... " فما هي؟ س2/ تجب استدامة نيّة الصيام إلى آخر النهار، فاذا نوى المكلّف قطع الصيام فعلًا أو تردّد فيه، فما الحكم الشرعي المترتّب على ذلك بحسب رأي آية الله السيّد عليّ السيستاني (دام ظلّه)؟ أجوبة موضوع: (يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَٰمِهِمْ) ج1/ أ- الإمام الباقر (عليه السلام). ج2/ أ- لساخت.