فُيُوضاتُ الكَفِيلِ (عليه السلام) تَنسَابُ عَلَى خُدّامِه
أُقيم على قاعة الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) في العتبة العباسية المقدسة حفل تكريم للمنتسبين الذين أكملوا خدمة أربعين شهراً بدون عقوبة، وذلك في مساء يوم الثلاثاء (9 جمادى الآخرة 1435 هـ) الموافق 29 نيسان 2014م. وبحضور الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه) وعدد من أعضاء مجلس إدارة العتبة وأقسامها، واستُهلّ الحفل بتلاوة عطرة من آيات القرآن الكريم، ثم أعقبتها قراءة سورة الفاتحة ترحماً على أرواح شهداء العراق العزيز، ثم توجّه سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه) بكلمة تثقيفية توجيهية إلى المنتسبين بيّن فيها أن التكريم الحقيقي هو عندما يعود المنتسب إلى أهله ويشعر أنه أدّى الواجب المنوط به، وأنه لم يؤذِ زائراً ولم يستفزّ زميله في العمل، ويستشعر الرضا عن نفسه، وأن المكان الذي يخدم فيه له استحقاقات دنيوية وأخروية، ويجب أن يتذكر أنه بمرأى ومسمع من سيّدنا أبي الفضل العباس (عليه السلام)، وأن كثيراً من الزائرين يتمنون العمل في هذا المرقد الطاهر، وأن التوفيق للخدمة في العتبة شرف لا يضاهيه شرف، وأنها نعمة يجب شكر الله عليها دائماً ليلاً ونهاراً؛ لأن شكر الخالق يجعل من المخلوق متواضعاً وكيّساً، وأن الخدمة في البقعة المباركة تنعكس على شخصية المنتسب في المجتمع وعلى شخصية أولاده وأحفاده، وعليه أن يلاحظ أن تاريخه سيُكتب عن طريق العتبة، فبتقدّم السنين وتقاعده عن العمل سيأتي يوماً إلى الزيارة ويتذكر أنه في هذا المكان الطاهر كان له دور في خدمة زائر ما أو أنه صلّى في هذه الزاوية أو تلك، فيجب الانتباه إلى حسن العاقبة حيث إن المنتسب يتمتع بفيوضات أبي الفضل العباس (عليه السلام) ولا تتوقف فيوضات العتبة وعطاءاتها على شخص ما أو منتسب معين، بل هذه الفيوضات هي من الأحكام الإلهية المدبّرة، وشدد سماحته على طبيعة العلاقة بين الإخوة المنتسبين، وأن تكون بمستوى المكان الطاهر، وأن يجتنبوا النزاعات والخلافات التي قد تحصل بينهم نتيجة اختلاف الآراء والاتجاهات في كيفية تقديم الخدمة، وفي نهاية الكلمة أثنى سماحته على الإخوة المنتسبين والأخوات المنتسبات، وعلى جهودهم المبذولة، داعياً لهم بالموفقية في عملهم. ثم وُزّعت الشهادات التقديرية على الإخوة الحاضرين، وبعض الأخوات المنتسبات، ومن جملة الأخوات اللاتي حصلنَ على التكريم الأخت زينب عبد الحميد، منتسبة في الوحدة الالكترونية من الشعبة النسوية في مكتبة ودار ومخطوطات العتبة العباسية المقدسة، حيث قالت: (لقد حبست دموعي بين عيني وأنا أستلم التكريم، وشعرت بمشاعر فيّاضة جمعت بين الفرح والرضا في آن واحد، فالتكريم له مغزاه الروحي والمعنوي، وأهديت تكريمي إلى روح والدي العزيز، وأول مَن أخبرته عن التكريم هي والدتي العزيزة، حيث وضعتُ شهادة التكريم بين يديها، فنظرت إليَّ بنظرة الرضا، كأنها تقول لي: أنا أول مَن علمتكِ كيف تحبّين محمد وآل محمدt، ومن ثم توالت التهاني إليّ من أفراد أسرتي إذ عدّوا التكريم شيئاً ثميناً ومقدّساً). وأمّا الأخت إيمان حسون كاظم، منتسبة في المكتبة العباسية المقدسة فقد عبّرت عن سرورها بهذا التكريم بقولها: (على الرغم من أني حصلت على شهادة تقديرية في العام الماضي إلا أن التكريم بالنسبة إليّ يجدد من عزيمة المنتسب في الخدمة والعطاء، وهو يشكل دافعاً له في الإبداع، ولقد علّقت الشهادة التقديرية على جدارية في بيتي اعتزازاً منّي بها، فشرف الخدمة في مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام) وسام نعتزّ به أنا وأفراد عائلتي). وقالت الأخت مدينة محمد أكبر منتسبة في مكتبة العتبة العباسية: (إن هذا التكريم بمثابة إشراقة وضاءة في مسيرة عملي، وأتمنى من الله (سبحانه وتعالى) قبول هذه الخدمة في مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام) وأن أكون بمستوى التكريم الذي حصلت عليه، ولقد شاركني الفرحة بهذا التكريم جميع أفراد أسرتي). ومن الجدير بالذكر أن الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة تقيم في كلّ مدة من الزمن حفلاً تكريمياً للإخوة والأخوات الذين أكملوا أربعين شهراً من خدمتهم.