رياض الزهراء العدد 180 لحياة أفضل
صُراخُكِ يُدمِّرُ حَياتَكِ
الحياة الزوجية تمرّ بمطبّات مختلفة، وكلّ مطبّ يحتاج إلى طريقة حوار وتعامل مختلفة حتى ينتج عنها سلوك صحيح يؤدّي إلى استمرار الحياة الزوجية. ومن المطبّات التي تمرّ بها الحياة الزوجية في الظروف الحالية هي: الظروف الاقتصادية الصعبة، وهي بدورها لها نتائج سلبية على سلوكيات الأسرة الواحدة بسبب ارتفاع الأسعار، بخاصّة بعدما أصبحت الكماليات من الضرورات، وأصبح الوالدان أحيانًا يقفان عاجزيْنِ عن توفير المتطلبات لأولادهما، ونتيجةً لذلك يعلو الصراخ في المنزل، وتكثر المشادّات بين الآباء والأبناء بسبب الشدّ العصبي والتوتّر. هذه السلوكيات كلّها لها نتائج سلبية إذا لم يكن هناك حوار ونقاش وتوضيح الأمور لأفراد الأسرة، فالوالدان عليهما أن يجلسا مع أولادهما جلسة حوار يتمّ فيها دراسة متطلبات الأولاد ليتمّ الاتفاق على توفير الأساسية منها وتأجيل الكمالية. آثار الخلافات الزوجية في المراهقين: لا شكّ في أنّ مرحلة المراهقة من المراحل الصعبة التي يمرّ بها الأبناء، وإذا لم يتمكّن الوالدان من معرفة التغيّرات التي تحصل للمراهق في هذه المرحلة وأثرها في سلوكه وتصرّفاته فستكون النتائج وخيمة، فهناك من المراهقين مَن لا يستطيع تحمّل المشادّات المستمرّة بين الوالدين، فيلجؤون إلى النوم بصفته وسيلة للهرب، ومنهم مَن يلجأ إلى استخدام العنف مع الآخرين، سواء في المدرسة أو المنزل من غير أن يضع احترامًا للكبير أو الصغير. والعناد والصراخ من الوسائل التي يلجأ إليها بعض المراهقين بصفتهما وسيلة للهروب من المشاكل النفسية، وهناك طرق ووسائل متنوّعة يلجأ إليها الأطفال والمراهقون للتعبير عن غضبهم وسخطهم، لذا على الوالدين والمربّين أن يراعوا وجود الأبناء، وأن يتصرّفوا بطريقة صحيحة مبنيّة على النقاش الإيجابي، حتى يحافظوا على سلوك الأبناء ليكونوا ذخرًا للأسرة والوطن.