رياض الزهراء العدد 180 لحياة أفضل
أَنتَ أفضَلُ أصدِقائِي ونِصفِي الآخَرُ
كيف أكسب حبّ زوجي وثقته؟ كيف أكوّن حياة زوجية خالية من المشاكل؟ كيف أجعل عائلتي تعيش برضا وهدوء؟ كلّ سيّدة تهتمّ بأسرتها، وتسعى جاهدة للوصول إلى المثالية في حياتها الزوجية، تبحث دائمًا عن أجوبة لهذه الأسئلة، بعض النساء يجدنَ الأجوبة والطريقة المناسبة للحياة الزوجية المثالية، وبعض السيّدات تبقى هذه الأسئلة مبهمة لديهنّ وتنتهي حياتهنّ بالبحث عن الإجابة، لكن بدون جدوى. لذا نجد هناك سيّدة لا تبذل جهدًا لتحقيق الاستقرار الأسري، ولكنّها تعيش برضا وهدوء، وفي المقابل هناك أخرى تبذل قصارى جهدها لنيل رضا زوجها وتحقيق الاستقرار الأسري، ولا يتحقّق هذا المراد، فهل سألتِ نفسكِ يا سيّدتي ما السرّ خلف ذلك؟ السرّ بسيط جدًا، كلّ ذلك يعتمد على ذكاء الزوجة وحنكتها، وكيفية إدارة حياتها وما تقوم به لنيل رضا زوجها، وهذا ما وجدناه في حياة الأزواج الأصدقاء، لا الزوجة الرقيبة التي تعمل عمل المحقّق وتبحث في خصوصيات الزوج، ومن ثمّ ينفر الزوج وتبدأ الحياة تتعكّر وتفقد المرأة مكانتها في قلبه. فلو كانت الزوجة صديقة زوجها المقرّبة وصندوق أسراره وملجأه عندما يتعب، وتعيش معه لحظات الجدّ واللهو، لما اضطرّ لأن يبذل جهدًا في إخفاء أسراره. جميعنا نحتاج إلى ذلك الصديق الذي يستمع إلينا ويهتمّ بنا، ونلتجئ إليه وقت المِحن، يؤمن بأحلامنا ويشجّع أفكارنا الحسنة ويصوّب السيّئ منها. فما المانع في أن تكوني ذلك الصديق لزوجكِ، شجّعيه دائمًا، كوني له الأذن الصاغية، لا تنتقديه بأسلوب فظّ، شاركيه أحلامه حتى وإن كانت مستحيلة، كوني بلسمًا ونسمة خفيفة تحمل عطرًا فوّاحًا، زهرة زاهية متى ما أقبل عليها، مستودع أسراره وموضع ثقته وراحته في نهاية يومه المضني. تجارب الزوجات الناجحات كثيرة ومتنوّعة، بإمكاننا أن ننهل منها ونوظّفها بما يعود بالنفع على حياتنا، ولكن مع ضرورة معرفة شخصية الزوج ودراستها، وليكن تعاملنا معه على أساس ذلك؛ لأنّ الناس مختلفون، هناك تفاوت ثقافي وديني، واختلاف في الأفكار والتطلّعات، وهناك رجل كتوم وآخر مثرثر، هناك المتهوّر والعصبي، وآخر هادئ يحبّ خصوصياته، إذًا فليكن تعاملكِ على وفق شخصية الزوج لا وفق أهوائكِ ورغباتكِ، لا ضرورة لأن يكون الرجل كتابًا مفتوحًا بين يديكِ، بل الأهمّ أن يدرك أنّكِ أهل للاقتران، حينها ستسقط كلّ الحواجز وتصبح الحياة مثلما ينبغي. باستقرار الزوجين تنعم الأسرة بالهدوء والأمان، ويكون الجوّ مثاليًا لتربية أولاد أسوياء نافعين، لا يعانون عقدًا نفسيةً؛ لأنّ المشاكل تورث جيلًا متهالكًا، وهذا ما علينا تجنّبه، والعمل على بناء مجتمع صحّي.