حُبُّ اللّهِ تَعالى وحُبُّ أوليائِهِ (عليهم السلام)

زينب عبد الله العارضيّ/ النجف الأشرف
عدد المشاهدات : 159

هم مَن فرض الله سبحانه مودّتهم، ونطقت آيات كتابه بفضلهم، وحفلت الأحاديث ببيان عظيم منزلتهم، هم حماة الدين والأدلّاء على ربّ العالمين، أهل بيت النبوّة (صلوات الله عليهم أجمعين). إنّ حبّهم (عليهم السلام) يعدّ دليلًا على الحبّ الإلهي الصادق؛ فهم مظهر الإنسان الكامل في الأرض، وكلّما تعلّق القلب بهم سما وتألّق، وازداد حبًّا للمولى، وبنور الحقّ أشرق، فهنيئًا لمَن وعى هذه الحقيقة وسبق، وكان بحبل أهل البيت (عليهم السلام) معتصمًا ثابتًا، لا يستزلّه الشيطان فيسقط في مستنقع الضلالة ويغرق. إنّ حبّهم صمام الأمان في دنيا الإنسان، وبوّابة الجنان يوم لقاء الرحمن، شريطة أن يُشفّع بالاتباع والطاعة، ويُكلّل بالتوجّه الدائم لنيل الرضا والشفاعة، فهذا الحبّ دليل المحبّين، وفي مسيرة الكدح المضني زاد الراحلين، يضمن سلامتهم، ويسدّد خُطاهم، حتى يصلوا بأمان إلى أهدافهم، ومن هنا أُمرنا بأن نعتصم بحبل الله سبحانه الذي فسّرته بعض الروايات بأمير المؤمنين (سلام الله عليه)، فالحبل مثلما يكون وسيلة للنجاة لمَن خاف السقوط والتردّي، يكون وسيلة للصعود والترقّي، فقد ورد عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: "لو اجتمع الناس على حبّ عليّ بن أبي طالب لما خلق الله عزّ وجلّ النار"(1). ما الحاجة إلى النار إن اجتمعنا على حبّ أمير المؤمنين (عليه السلام) وسيّد السادة؟! وهل يدلّنا حبّه إلّا على كلّ خير وسعادة؟! إن حبّ أمير القلوب والأرواح مرقاة النجاح وعنوان الفلاح، وبرهان الإيمان والصلاح، حبّ يتغلغل في الأعماق، فيمحو ما سوى الله جلّ في علاه، ويطهّر القلب من الأغيار حتى لا يكون إلّا إيّاه. فما أجمل أن نقرأ سيرته، وما أروع أن نتّخذها نبراسًا في حياتنا نصل عن طريق تمثّلها إليه، وما أطيب عيشنا إن اتّخذناه قدوة في كلّ تفاصيل حياته، في سلمه وحربه، وحلّه وترحاله، في بيته ومع أسرته، مع عدوّه وصديقه، نقترب من حياته فنراه في عبادته ومحرابه، وفي السوق وبين أصحابه، ومع الأيتام الذين لا يعرفون إلّا بابه. وهكذا ننتقل من محطّة إلى أخرى، ونتساءل حيث نذهل ممّا نرى: تُرى لِمَ وكيف كان هكذا في هذه المحطّات؟ وما الدروس والعِبر والعظات؟ لنرسم بعدها خطّتنا في الحياة، عن طريق الاستضاءة بنهجه، فنحيا للإسلام مثلما كان إمامنا (عليه السلام). ........................................... (1) بحار الأنوار: ج ٣٩، ص ٢.