رياض الزهراء العدد 180 الملف التعليمي
الجَاذِبِيَّةُ الحَدْسِيَّةُ وبَلْوَرَةُ الأفْكارِ لَدى المُتَعَلِّمِينَ
إنتاج الآراء الإبداعية يضع الذهن في حالة من الجاهزية للتفكير في كلّ الاتجاهات الإيجابية؛ لتوليد أكبر قدر من الأفكار المشروعة لحلّ المشاكل والمواضيع المطروحة في ضمن إستراتيجية مهمّة تسمّى بـ(العصف الذهني)، وهو القدرة على تحفيز العقل نحو خاصّية التصوّر، وإيجاد حلول للمشاكل المختلفة، حيث يتخيّل الفرد أنّ المشكلة هي موقف يتعلّق بطرفين يتحدّى أحدهما الآخر، الطرف الأول يمثّل العقل البشري، والطرف الثاني يمثّل المشكلة المطروحة من جانب الآخر، ولا بدّ للعقل من الالتفاف حول المشكلة ومحاولة تطويقها بجميع السبل الممكنة التي تُترجم بالنشاط والبديهية، وتعدّ هذه الإستراتيجية إحدى مهارات التدريس التي تُسهم في تفعيل دور المتعلّم في المواقف التعليمية، والبحث عن إجابات صحيحة، وفي الوقت ذاته يعتاد التلاميذ احترام آراء الآخرين وتقديرها، والاستفادة من أفكارهم والسعي إلى تطويرها، وتتيح لهم حرية الكلام والمناقشة بسلاسة، وتقبّل الأفكار وعدم رفضها، ومحاكاة الخيال والمرونة والتدريب، وتنمّي فيهم جانب التأمّل وإدارة الوقت. ومن خصائص تطبيق مفهوم (العصف الذهني) أنّه يساعد في اكتشاف أنماط شخصية التلاميذ، فتظهر بعض الأنماط، منها الإيجابي، والمتعاون، والقيادي، والخجول، وبطيء التعلّم، ثم اتخاذ الخطوات المناسبة للتعامل مع كلّ شخصية مستقبلًا، ومن الضروري التمهيد لهذه الإستراتيجية، وتعريف التلاميذ بالآليات والتعليمات التي تتضمّنها، والقواعد الخاضعة لها؛ ليتداركوا انتهاء وقت الجلسة المخصّصة، مع تدوين أهمّ الملاحظات والحلول والأفكار بصيغة مختصرة؛ ليتمّ مناقشتها وعرض الحلول المطروحة بشكل تفصيلي فيما بعد، وتتفاوت الأفكار من تلميذ إلى آخر وفق الصياغة المناسبة لمداركهم، فهناك أفكار قابلة للتطبيق، وبعضها غريبة تطرق مسامع الزملاء والمعلّم لأول مرّة، وبعض الأفكار تكون طريفة . وفي الختام، تتّسم إستراتيجية (العصف الذهني) بالجاذبية الحدسية وبلورة الأفكار؛ لينتج عنها مشروع قابل للتنفيذ مستقبلًا .